هل هناك فعلاً أشياء لا ننتبه لها و هي موجودة حولنا مثل بشر ، جماد ، أمكنة … مشاعر ، و أحاسيس. هناك قائمة طويلة من الأشياء ،التي لا ننتبه لها في حياتنا و نمر عليها مسرعين .قد نقفذ فوقها أحيانا و نتخطاها أحيانا .و قد نراها بسرعة، كمن يرى الأشياء من نافذة قطار مسرع .و عندما ننتبه لا نستطيع الإمساك بها بل مستحيل، و ننظر بعين الحسرة إليها . حتى أحيانا نترك أشياء خلفنا ،و لا نعطيها الأهتمام وقتها، ثم نجد أنها كانت مهمة بالنسبة لنا ،و تستحق أن نقف عندها ،و نكتشفها بكل ما تحمل من تفاصيل أكثر و نتفكر مليا فيها…
يقولون : أنك لا تعرف قيمة ما تملك حتى تفقده ، و لكن الصحيح أيضا أنك لا تعرف ماذا ستفقد حتى تفقده …أحيانا ننشغل بالعمل على حساب أنفسنا ، أسرتنا ، أشيائنا المهمة … و لا نستطيع أن نعوض ذلك ، و رغم ثمار الجهد إلا أن الضريبة عالية… و أحيانا نقول كم تمنيت أن أقضي معهم وقت أطول .هؤلاء ليسوا معنا الآن …ربما انتهى وقتهم و ذهبوا ، و تركونا لينبهنا الوقت بأننا تأخرنا عن إدراك أهميتهم ….رغم رحيلهم لم يبرحوا ذاكرتنا …تبقى الذاكرة حاضرة عندما يغادر الزمن ..علينا ايجاد معادلة للتوازن بين الحياة الحميمة ،و الحياة العملية …ننظم أوقاتنا ، الحياة تستحق أن نعيشها بتفاصيلها و لا نختصرها على العمل و الأكل و الشرب و النوم …علينا أن نمتلك الوعي لمعنى وجودنا لمعنى الفرح و الحزن ، و الروح و الجسد و فهم الحياة بشكل أفضل …عندما ننساها ينسانا الفرح و تهجرنا السعادة و لكي نمر بسلام في طرقتها و ممراتها لا بد أن نكترث بها ،،طريقنا طويل و خلال رحلتنا يلزمنا أن ننتبه و نكترث رغم إيقاعنا السريع …
نصيحة:
لا بد أن تستقطع وقت لنفسك ، إجازة هادئة معها …تحدثها و تحدثك …و ترتب أفكارك المبعثرة في مكانها ، لتستعد لجولة ثانية ، الوقت لا ينتظر أحدا …لا تجري خلف من لم ينتظرك و لم يلتفت لك ..و تذكر أن الحياة تهدينا أفضل اللحظات مع نحبهم فلا نضيعها و يمكن أن تأتيك هدايا الحياة مغلفة ، غامضة ، لكنها تدهشك بالتفاصيل و جمال الترتيب فعيش اللحظات بفرح و شغف …