ظلت رانيا تجري وراء تحقيق أحلامها منذ أن عرفت أن من حق كل شخص ان يحلم أحلاما وهو متيقظ ويحدد مساره في الحياة وما يريد أن يحياه فعليا وبدات رانيا احلامها تنمو معها وتتاصل داخلها منذ أن رأت الفنانة فيروز تظهر في الأفلام المصرية مغنية وراقصة كلاكيت وحققت شعبية متنامية ومتفرعة وسألت رانيا نفسها لماذا لا تكافح وراء أحلامها وتقنع بها من حولها وأن تبذل قصاري جهدها في إقناع والديها بما تحلم به في حياتها وهي طفلة ولدت في الصعيد في منطقة مصر العليا وفي أسرة متحفظة ووالدها كان شديد الحرص عليها للدرجة التي جعلته يقيد خطواتها ويشعرها دائما أن هناك خطرا ما قد يصيبها بمكروه وشاركته في هذه الأفكار والدتها التي بدأت تعلّم ابنتها رانيا كيف تلاحظ سلوكها ومع من تتحدث وفيما تتحدث وكيف تحدث الشباب في القرية خاصة أن رانيا كانت ممشوقة القوام وطويلة وملامحها بيضاء تؤكد أنها كانت تاكل السمنة البلدي وتهتم ايضا ان تتناول طعاما يزيدها قوة وصحة وطاقة.
كانت رانيا لها صديقات في المدرسة ذات الفصل الواحد في قريتهم حيث كانت أسر قليلة جدا تري في إرسال فتياتها إلى المدرسة علامة تحضر ورقي وكانت بعض الأسر تكتفي بأن تنتهي الأبنة من دراسة المرحلة الإبتدائية وقررت أسر قليلة جدا أن تحصل بناتها على شهادة الكفاءة.
رأى والد رانيا أن ابنته أصبحت فتاة متميزة القوام والملامح ولون بشرتها وعيونها جعلها تشبه الفتيات الأجنبيات وهو ما دفع شباب العائلات الثرية إلى التودد لوالدها والتقرب اليه طمعا في أن تكون الفتاة من نصيب أحدهم. شعرت رانيا بحظها من الجمال ومن تأثير جمالها علي الشباب مقارنة بغيرها من الفتيات. كما انها لمحت في عيون السيدات التي تزور والدتها أنها محط أنظارهم. وأصبحت محورا لبعض الأحاديث أحيانا حينما تحضر بعض الاحتفالات وتكون في قاعة النساء تغني وترقص احتفالا بالفتاة صاحبة المناسبة. وكانت سيدات الأسر الثرية تحرصن على دعوتها هي وأسرتها ليستمعن إلى صوتها العذب فهي كانت تتقن أغاني عربية معروفة في هذه السنوات كما كانت تجيد تمثيل بعض الأدوار وظلت هكذا إلى أن جاء وقت رحيلها هي وأسرتها إلى مدينة الأقصر حيث تم تكليف والدها بالقيام بأعمال مدير الحسابات في فرع الشركة في الأقصر. وبالفعل انتقلت الاسرةإلى الأقصر وسكنت أسرتها في المبنى الملحق بالشركة الخاص بسكن العاملين.
وصلت رانبا إلى المدينة وتركت أصحابها متألمة وقررت أن تحاول أن تكتشف الحياة الجديدة وتفاصيل الحي الذي تعيش فيه وعادات الناس في هذه المحافظة الجديدة عليها. لم تنس أحلامها أن تكون طبيبة مشهورة ولهذا أخذت تحاول في اقناع والدها ان يوافق ان تلتحق بالجامعة ولتستكمل دراستها في كلية الطب في أقرب جامعة تقبل مجموعها. في البداية تردد والدهاأن يوافق رانياإلى طلبها ولم تكن هي مستعجلة لأن العام الدراسي لم يكن قد بدأ بعد. ولكنها قررت ان تبحث عن احدي المستشفيات القريبة من منزلهاإلى أن قابلتها المديرة في أحد الايام ولاحظت اهتمامها بزيارة المرضي ومحاولة التخفيف عنهم. وفي احد الأيام استطاعت ان تقنع مديرة المستشفى أن تسمعها فيما تطرحه عليها من أسئلة تخص رغبتها في دراسة الطب في الكلية الموجودة في الإقليم .
وافقت المديرة وجلست معها واستمعت الي اسئلتها وشجعتها أن تمر عليها الاسبوع القادم. تمكنت المديرة من معرفة بعض المعلومات التي تيسر التحاق رانيا بكلية الطب بل وعدتها المديرة أنها كطبيبة يمكنها أن تساعدها في فهم أيّ معلومات يصعب عليها فهمها وأنها ستتركها تقضي أوقاتا في المستشفي حينما تريد لمتابعة الفحوصات والمرضى في المستشفي .
فرحت رانيا جدا بمساعدة المديرة لها وأنها ستتركها تمضي الساعات في المستشفي لتطبق وتتعلم ما تريد من معلومات طبية بطريقة عملية ومضت الايام ورانيا تكبر وتري أحلامها هي أيضا تكبر وتزدهر حتي صارت رانيا طبيبة متمكنة من تخصصها وأصبحت فردا أساسيا في فريق العمل في المستشفى.
وفي يوم عيد ميلاد ماما أمينة كما كان يلقبها الأطفال المرضي وقفت رانيا تحكي قصتها مع احلامها ومع أستاذتها ماما أمينة.