بيسان مرعي تكتب..قبرُ الحبيبِ
بكيْتُك يا فقيدَ قلبي، ودمعي
انهمرَ، وبِفَقْدِك أعاني اكتئابا
والقلبُ كواه نارُ اللظى ومقلتي
ذابَتْ بعدما فقدَت الأحبابَ
وعلى قبرِ الحبيبِ جلسْتُ تلفُّني
الذكرياتُ أطرقُ لها الأبوابَ
أسألُ القبرَ أتُراكَ سعيدٌ والقلبُ
ينزفُ وتينُه ألماً وفقداً وغِيابا
أنادي على حبّةِ القلبِ والفؤادِ
بصوتٍ مرتجفٍ فلا ألقى جوابا
قد ارتديْتُ الصبرَ رداءً في
كل الخُطوبِ، ورأيْتُ العجابَ
لكنَّ موتَكَ هشّم روحي، فموتُك
كان فاجعةً لروحي ومُصابا
أخْبِرْني أيا قبرُ عن سيّدَ
الرّجالِ، قد ذُقْتُ برحيلهِ العذابَ
وعن سرورِهِ في روضةِ النّعيمِ
فالرحمنُ يجزلُ الخيرَ والثوابَ
حدِّثْني يا قبرُ كيفَ وجدْتَهُ
أحدِّثُكَ عن قائدٍ كان أوَّابا
أحدّثُك عن أطْهرِ النّاسِ خُلقا
ولسْتُ أقولُ فيه سوى الصّوابَ
كان كسحائبِ الغمامِ يمطرُ
على الأرواحِ حبّاً ورُضابا
عفيفاً، صادِقاً، متواضعاً في
شموخٍ، يحبُّ الأهلَ والأصحابَ
ما وهنَ البطلُ يوماً، وما فتَرتْ
عزيمتُهُ، أذاقَ المحتلَ عِقابا
سيفاً مسلولاً في قولِ الحقِّ
لا يهمُّه تهديداً ولوْماً أو عِتابا
أَعَلِمْتَ يا قبرُ من فيك، ومن
يسكُنك، فقد توسّدَ الحبيبُ التّرابَ
أصبحْتَ يا قبرُ منزلاً لقرّةِ العينِ
وباتَ بيني وبينه منك حِجابا
قد تخضّب بالدّماءِ شهيدُنا
فنالَ الفضلَ من اللهِ والألقابَ
وجنّةً تجري من تحتِها الأنهارُ
وما كان وعدُ الحقِّ سرابا
وقد جعل ربي للمتّقينَ مفازا
وأعدَّ لهم من الكوثرِ شرابا
لباسُهم ثيابٌ خضرٍ، ويأكلون
من ثمارِها فاكهةً وأعنابا
فسلامٌ لساكِنِك يا قبرُ، وإنّا
على خطاهُ سنخوضُ الصّعابَ
بقلمي/ بيسان مرعي