إبداعات أدبية

ماري ميخائيل تكتب..قيود فارغة

 علمني ما لم أعلمه منذ ارتمى ناظري بعينيك ، علمني كيف أقتلع جذور الحب والمودة التي أوهمت نفسي بها فأي محبة وأي شوقٍ يطير سراباً برمشة عين ؟

كيف لخطأ صغير يسبق كل الأخطاء الكبيرة التي مضت وينهي ما توقعنا أن ينتهي يوماً…

علمني كيف ألوح وداعاً لطيفك الشرير ووعودك الكاذبة دون عودة فإن الفؤاد قد امتلأ سيوف من نار لكن ليست السيوف من قتلتني ، ماقتلني هو من رماها إلي ..

علمني كيف أغدو أياماً دون حنين دون سهر دون رجفة يد ورجفة قلب دمي سهراً ودون دمعة غالية ذرفت برخصٍ ودون صداع يشوش رأسي ، دون هالاتٍ من تعب تحط تحت عيني ودون جسدٍ بارد يشعر كأنه ببراد موتى..

علمني كيف أمنع نفسي عنك وأنا من منعت نفسي عن من سبقوك يوماً ليكونوا في المقدمة أما أنت كنت كوسطية الأشياء واقف في المنتصف تشردني تدمرنني تقطع روحي إرباً تشنقني في منتصف الأشياء تحرقني ببرودة المشاعر تدفنني حيةً إن استطعت…

أشعر أنني حفرت قبري بيدي دون قصد وأن الحب انتهى منذ مئات السنين ، والحنين انتهى وتلاشى كما تتلاشى الشمس بين الغيوم ، والمودة اختفت كأنها لم تكن يوماً ، والشوق هاجر مع أسراب الطيور وحط بوطن غير وطنه…

أنا من جعلت من نفسي وطناً عندما رفضتك الأوطان من حولك، وجعلت من يداي سريراً آمناً تريح به جسدك المتعب من الحياة ، و جعلت من عينيّ مجرة أخرى ترى بها الدنيا بما فيها ، ومن قلبي مكاناً آمناً تعود إليه كل مساء لتنسى تعب وضجيج نهار اليوم..

هنا لم يعد لديك مأوى يحتويك بأخطائك التي لا تعد ولا تُحصى ولم يعد لديك قلباً رفض الجميع وتقبّلك أنت ، وهنا ستندم على حب حقيقي أضعته بيدك أنت وتحصد ما زرعته يداك التي أفلتت يدي ، وهنا ستقف على حافة النهاية ترى بعينيك ماذا أضعت فلم يعد لديك لا قلباً لا وطناً لا حباً لا أماناً وستبقى لاجئاً مشرداً لأن لا أحد سيتقبلك بنقصك أنت ولا وطناً يحتضنك مثلي أنا🖤

ماري ميخائيل

سوريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى