آراء حرة

الكاتب بسام البديري يكتب..سحر الصباح

الكاتب بسام البديري /العراق 

مع إشراقة الفجر، يتنفس الكون نسيمًا جديدًا، وتبدأ حكاية يوم جديد تكتب بمداد الضوء. سحر الصباح لا يكمن فقط في بزوغ الشمس واختفاء الظلام، بل في تلك اللحظات البكر التي تحمل في طياتها وعدًا بالأمل والتجدد.

كل صباح هو فرصة جديدة، فصل جديد يُضاف إلى رواية حياتنا. حين تستيقظ العصافير لتغني، وترتفع أصداء ألحانها في الفضاء، تنسج الطبيعة سيمفونية متناغمة تُنعش الروح وتبعث في النفس طاقة إيجابية. يُعَدّ الصباح وقتًا مقدسًا يتخلله الهدوء والسكينة، حيث تكون المدينة لا تزال في غفوتها، والناس بين الأحلام واليقظة.

في تلك اللحظات، يختلي الإنسان بنفسه، يتأمل أحلامه وطموحاته، يتساءل عن مغزى حياته، وعن الخطوات التي سيتخذها لتحقيق أهدافه. ينساب الضوء تدريجيًا عبر نافذته، يلامس وجهه برفق، وكأنه يدعوه إلى النهوض والبدء من جديد. يعيد ترتيب أفكاره، ويضع خططًا لليوم، يحمل في قلبه الأمل بأن يكون هذا اليوم أفضل من الذي مضى.

الصباح هو بداية، وهو دعوة للتغيير والتحسين. تلك اللحظات التي تسبق ازدحام الحياة وضجيجها، تحمل في طياتها هدوءًا يتيح لنا فرصة للتفكر والتمعن. يمكننا أن نبدأ يومنا بقراءة كتاب، أو ممارسة رياضة خفيفة، أو حتى بكتابة خواطرنا وأحلامنا. كل هذه الأنشطة تساهم في بناء يوم مثمر، وتضفي على حياتنا طابعًا من التوازن والإيجابية.

كم هو رائع أن نستلهم من الطبيعة في كل صباح دروسًا في التجدّد والصبر. فالشمس تشرق كل يوم رغم الغيوم والعواصف، والعصافير تغني رغم تقلبات الطقس. هكذا ينبغي أن نكون نحن أيضًا، نواجه تحديات الحياة بإصرار وتفاؤل، ونبدأ كل يوم بروح جديدة وعزيمة لا تنكسر.

إن سحر الصباح يكمن في بساطته، في تلك التفاصيل الصغيرة التي قد لا نلتفت إليها في خضم انشغالاتنا. فنجان القهوة الساخن، ورائحة الخبز الطازج، وصوت المذياع الذي يبث أخبار اليوم، كلها تشكل جزءًا من نسيج الصباح الذي يمنحنا شعورًا بالانتماء والاستقرار.

في الختام، علينا أن نتعلم كيف نستمتع بتلك اللحظات الصباحية، كيف نقدر جمالها ونسعى لبدء كل يوم بروح مليئة بالأمل والتفاؤل. فالصباح هو هدية من الزمن، فرصة جديدة لنكون أفضل، لنحقق أحلامنا، ولنعانق الحياة بكل تفاصيلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى