مرحبا بكم لنواصل سويا أحب المواضيع إلى قلبى وعقلى وهو سلسلة طريق الحب …ودعونا نكمل الحلقة الثانية.
كنا تكلمنا فى المقال السابق عن أهمية أن يكون هناك إتزان أسرى قائم على فرضية أن الزوج الناجح لابد أن يعيش أربعة أدوار مع زوجته حتى يستطيع أن يحتويها ويمنع أى تسريب من شأنه أن يصيب العلاقة بين الطرفين بالتجلط بسبب تيار الهوى الخارجى ،،،وطبعا الهوى وليس الهواء ،،لأننى أقصد الهوى بمعنى الحب تحديدا ؛وهو بديل عن الهواء بالنسبة للدم ،،فكما أن الدم إذا تعرض للهواء الخارجى يتجلط ،،فكذلك الحال فى العلاقة الزوجية أو الحياة الزوجية بين الطرفين يصيبها التجلط إذا تعرضت للهوى الخارجى ،،بسبب عدم إحكام الزوج إغلاق نوافذ قلب حبيبته …..
وحتى يتمكن الزوج من بناء علاقة ناجحة مع حبيبته ،عليه أن يجيد بناء أربعة جدران أو يقوم بأربعة أدوار ،،تكلمنا فى الحلقة السابقة عن دورين مهمين فيها وهما دور الأب ويمثل ١٥٪ من إجمالى النسبة اللازمة للعلاقة الحميمية المتزنة بين الحبيبين أو الزوجين ،،ودور الإبن ويمثل ١٠ ٪ من إجمالى العلاقة المتزنة الناجحة ……..راجع المقال السابق …
والأن مع الدور الثالث او الجدار الثالث .
الجدار الثالث : الزوج
ويمثل نسبة ٥٪ من نسبة الحياة الزوجية الناجحة المتزنة .
عزيزى القارئ ، أعلم أنك مصاب بالدهشة من هذه النسبة الضئيلة ،وتدور بذهنك اسئلة كثيرة ،ولكن بكل صراحة لابد وأن نعترف أن الكثير منا إلى الأن لم يتعلم بعد ؛كيف يحقق النجاح فى الإستحواذ على قلب حبيبته وزوجته ، إستحواذ مصدره الإعجاب ، وليس مصدره الرضا بالنصيب والتسليم بالتقاليد .
إن الحياة العاطفية الناجحة هى تلك التى ينبغى أن لا يزيد فيها نصيب دور الزوج على ٥٪ ، نعم ٥٪ فقط لا غير ، وإلا أصبح هناك خلل فى هذه العلاقة ، ودور الزوج لا ينبغى أن يتعدى خارج جدارن غرفة النوم ، يعنى بمجرد خروجه من غرفة النوم يجب عليه أن يخلع رداء الزوجية ، ويرتدى الرداء المناسب للحالة التى يعيشها طبقا للأدوار الأربعة اللازمة لتحقيق الإتزان الأسرى ،كما تناولناه فى هذه السلسلة .
وبعد هذه الادوار أو الجدران الثلاثة التى ذكرناها ، أود التأكيد على بعض المسلمات اللازمة لنا لإكمال موضوع البحث ؛ مثلا هل تعلم أننا بالرغم مما شرحناه إلا أننا لم نحصل إلا على نسبة ٣٠ ٪ من إجمالى العلاقة الزوجية الناجحة وهى مجموع أدوار كلا من الأب والإبن والزوج
(١٥٪+١٠٪+٥٪ ) ، وهذا إن دل ،فإنما يدل على ؛ مدى أهمية الدور المتبقى أو الجدار المتبقى من الجدران الأربعة اللازمة لتلك الحياة السعيدة المتزنة بين الطرفين .
ويدل أيضا على أننا و إن نجحنا فى إتقان الأدوار السابقة وحصلنا فيها على النسبة كاملة ،،ولم ننجح فى بناء الجدار الرابع، أو لم نتقن القيام بالدور الرابع ، فإننا نعتبر فاشلون فى حياتنا الزوجية لأننا حتى وإن حصلنا على النسب النهائية فى تلك الأدوار الثلاثة السابقة ،فإن مجموعها لا يمثل إلا ٣٠٪ فقط ، وهى نسبة فشل وليس نجاح ، فضلا عن أن الغالبية العظمى من الرجال فى الحقيقة لا يستطيعون الحصول على نسبة ٣٠٪ كاملة ، خاصة فيما يخص دور الأب ، إلا من رحم الله .
مما سبق يتبين لنا أهمية وخطورة الدور الرابع أو الجدار الرابع اللازم لبناء أركان تلك الحياة المتزنة التى نرنوا لها جميعا ، ودعونا ندخل لهذا الدور المهم الذى نتج عن تقصير الزوج فى القيام به ، أو غيابه ؛ خراب كثير من البيوت ، بل ويهدد أم الدنيا بالإنفصال .
الجدار الرابع : الصديق
نعم الصديق ، الذى بسبب غيابه عن حياة الزوجين العاطفية خربت البيوت وشرد الأبناء ، وسجن الأزواج والزوجات ، وسمعنا عن قصص الخيانة التى أصبحت وجبة أساسية على مائدة الصحافة اليومية .
تمثل نسبة الصديق ٧٠٪ من النسبة اللازمة لتلك العلاقة الزوجية الناجحة ، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه : كيف نقوم بدور الصديق مع الزوجة ؟ وهل فعلا من الممكن القيام بهذا الدور فى هذه الأيام وما فيها من قسوة الحياة من أجل كسب لقمة العيش ؟
وأسمحوا لى أن يكون هذا حديثنا فى المقال القادم إن شاءالله بعنوان