الشعور بالضعف سمة إنسانية متأصله داخل نفوس البشر، فهى ليست عيبا أو نقيصة يحاول الإنسان نفيها او محاولة التبرأ منها..وليس الإنسان مطالب في جميع الأحوال بالظهور عكسها ورسم مظاهر القوة بدلا منها، فهناك العديد من المواقف الحياتية يكون فيها ظهور مشاعر الضعف امرا طبيعيا وتلقائيا بل وفطريا ،مثل حالات فقد الأحباب وكافة الازمات الحياتية شديدة الوطأ التي قد تعصف بكافة ارجاء حياة الإنسان، وتصبح حينئذ تلك مشاعر الضعف هى الاسلوب الامثل كاستجابة طبيعية لتلك الازمات العارضة ، وعلى الرغم من بداهة تلك الفكرة ،الا ان بعض الاشخاص يرون ضعفهم نقيصه ووصمه لابد من التخلص منها ، عن طريق الادعاء بأنهم اقوياء
،هنا نصبح ازاء شخصيتان متباينتان يعيشان معا جنبا إلى جنب داخل نفسية هذا الشخص، فالشخصية الأولى المكبوته بداخله تشعر بالضعف بكل ماتحمله كلمة ضعف من معاني، والشخصية الثانية الظاهرة امامنا تحاول الظهور بالقوة لنفي ضعف الشخصية الداخليه،الأمر الذي يجعل الإنسان يعايش حالة من التمفصل والاغتراب داخل نفسه،وتكون النتيجة المتوقعة نظرا لتكرار هذا التضاد ،وقوع الانسان فريسه للاضطراب النفسي، لذا عليك الاعتراف بلحظات ضعفك،وهذا لا يتنافى اطلاقا مع شعورك بقوتك،بل ان القوة الحقيقية تتجلى في اعترافك بضعفك كاستثناء مؤقت من قاعدة شعورك بقوتك، لكل ماسبق فإن ادعائك الدائم بقوتك مع وجود الإحساس المغاير بالضعف بداخلك، قد تكون عواقبة وخيمه، يتصدرها افتقادك للتعاطف والدعم من الاخرين، فكيف يقتربون منك مساندين وداعمين وهم يرونك قويا، وهم لا يعلمون ما تخفيه نفسك من ضعف داخلي، وافتقاد هذا الدعم قد تتمترجممته منك في احد المراحل بأنك غير محبوب منهم،وبالتالي وقوعك لاحقا في كهف الشعور بالوحدة والاغتراب، كذلك من ضمن العيوب القاتلة لإخفاء حالات ضعفك واظهار قوتك الدائمه، إنك ستحاول جاهدا في جميع الأحوال الحفاظ على صورتك الذهنيه القوية امامهم، وهذا أمر قد يجعلك أقرب إلى الممثل الذي يلعب أدوار غير طبيعته
مما قد يصيبك في النهاية بحالة من الإعياء النفسي نتيجة انشغالك الدائم بتمثيل ادوار اكثر من معايشتك التلقائية لدورك الحقيقي…
( اعترافي بضعفي يعد احيانا مؤشرا حقيقيا لكوني انسان )