يعتقد البعض ممن يرزحون تحت عباءة الرومانسية الحالمة بشكل مطلق، ويرون ان مشاعر الحب هى الضامن الوحيد لاستمرارية العلاقة بين المحبين ،وأن الحب الرومانسي الذي يجمعهما معا في وحده واحدة كفيل بأن يبث مشاعر السعادة في كل اواصر وادوار حياتهما الحالية والمستقبلية، بل قد يتشيعان بقولهما، أنهما قلب واحد يعيش في جسدين منفصلين ، أن هذا الفريق ينفي اي اثر للعقل في عملية الإختيار والحكم.، فهم يرون بعين القلب ولا عقل غير القلب ..وياتي على النقيض من هذا الفريق رأي اخر لا يقل عن الأول تطرفا وتشيعا ، حيث يرى ان الحب الحقيقي هو القائم على لغة العقل الخالص وليس المشاعر والانفعالات المؤقته ،فالحب الحقيقي من وجهة نظرهم يقبع ويسكن في كل خلايا العقل وليس القلب ،ومن الواضح أن كلا الفريقين قد ابتعدا عن الصواب، فالحب في مجمله مزيج يجمع بين القلب ومايحتويه من مشاعر وأحاسيس مرهفة وبين العقل وما يحتويه من تفكير ومنطق للاختيار واستعمال كافة ملكات العقل في الاختيار والحكم على الأمور بين المحبين ، فالحب الذي يقوم على دعامة العاطفة فقط ووحدها دون وجود المحددات العقلية التي تمثل الحاضنة لاستمرار ذلك الحب الرومانسي ،قد يصبح ذلك الحب عُرضة للانهيار ولو بعد حين ، والحب القائم على التفكير العقلاني ومقومات المنطق دون مشاعر القبول العاطفية النفسية ،قد يحمل بداخلة بذور وأده حتى قبل أن يبدأ، فالمسأله هنا كما اسلفنا نسبية وليست مطلقة،وبالتالي يصبح السؤال الأكثر واقعية ..إذا افترضنا أهمية كل من القلب والعقل في استمرارية وتكامل العلاقة بين المحبين ،،فأيهما اكثر أهمية ( الحب/ التفاهم) ⁉️ انا شخصيا اميل لتأكيد الأهمية النسبية للتفاهم…لأن الحب كمشاعر دون وجود تفاهم قد يؤدي إلى اندثار المشاعر وضياعها تحت وطاة حدة الخلافات الناجمة عن تصادم الآراء واستعارها والاحباط الملازم لصراع الاضداد ، اما الحب القائم على التفاهم الفكري والعقلي مع عدم الاخلال بالقطع بقدر من المشاعر الرومانسية ( الكيمياء النفسية) ،فقد يؤدي التفاهم إلى المزيد من الاقتراب والانسجام بينهما ،وبالتالي فالتفاهم قد يخلق الحب في مرحلة ما نتيجة للاقتراب والانسجام العقلي ،اما المشاعر الرومانسية وحدها ،فهى ليست كافيه لمواجهة اختلافات الاراء وتصادمها فكريا،مما يجعل تلك المشاعر في مراحل لاحقة غير كافية لاستكمال مسيرة العلاقة بل انهيار تماسكها وذهاب بريقها