ما معنى الملك العام للدولة؟؟ هي كل العقارات والمنقولات التي يعتبرها القانون ملكا عموميا الراجعة ملكيتها للجماعات المحلية والمخصصة لاستعمال العموم مباشرة أو لمرفق عام والتي تمت تهيئتها تهيئة خاصة للغرض هذا ويقع تحت هذا البند الشوارع والمستشفيات والمراكز الصحية المدارس والمؤسسات التعليمية المتنزهات والحدائق العامة المحاكم ومراكز الأمن ومرافق النقل العام من أتوبيسات وقطارات وغيرها من مرافق عامة لخدمة المواطنين… وتشير الملكية العامة -تحديدا- إلى الصناعات التي تبيع السلع والخدمات للمستهلكين بالإضافة إلى الشواطيئ والأنهار والآثار العامة والموارد الطبيعية التي تتمتع بها البلاد التي تدخل ضمن الملكية العامة للدولة….ويتدخل السلوك البشري في التعامل مع هذه المرافق ما بين محافظ عليها بين الطبقات المتوسطة والمثقفة والواعية بأهمية الحفاظ على الملك العام وبين التدمير والتخريب لكل ما هو عام بجهل أو عدم اكتراث بما يسببه للمرفق العام من تلوث وتخريب وتدمير قد يمتد إصلاحه لسنوات… بداية من سوء استخدام لموارد المدارس من مقاعد وأبواب وشبابيك من الأطفال والشباب في السن الصغير ليكبر ولديه موروث وثقافة عدم الاكتراث بكل ما هو ملك عام… ليستمر في التخريب في وسائل المواصلات العامة والمتنزهات العامة والمستشفيات العامة ولكل ما هو عام لنصل إلي النهر والشواطئ العامة …وخاصة ونحن في إجازة صيفية يكثر فيها السفر والتنزه….التي تعامل بإهمال ودون مراعاة لنظافتها والمحافظة على الحياة المائية والبحرية بها.
قدس المصريون القدماء نهر النيل وعبدوه، وأسموا فيضانه بالإله (حابى) لأنه أساس وجودهم، فمنه استمدوا التنظيم في مرافق حياتهم، فقد تعلموا حساب الأيام والسنين وقسموا فصول السنة، كما أسهم في بناء تفكيرهم، وتكيفهم مع محيطهم، والبحث عن الحلول في درء خطر فيضانه العظيم، والمخطوطات القديمة المصرية حافلة بأساطير وقصص عن نهر النيل وبرز تقديس النيل من خلال حرص المصري على طهارة ماء النهر من كل دنس، كواجب مقدس، ومن يلوث هذا الماء يتعرض لعقوبة انتهاكه غضب الآلهة في يوم الحساب!!!!
وإذا أخذت مركبا للتجول في النهر العظيم ستجد ما يندى له الجبين علي جانبي النهر في كل منطقة بها نشاط بشري. نواد مطلة علي النيل… كافتريات… مركب عائم… سلوكيات تؤدي إلى تلوث ماء النهر… من إلقاء مخلفات طعام وعلب العصائر وأعقاب السجائر… تدمير صريح للبيئة المائية وكلما ابتعدت عن النشاط السكاني واتجهت جنوبا تشاهد نقاء المياه وصفائها ونظافة ضفاف النيل… ولن يختلف الحال كثيرا في الشواطئ كلما وجد نشاط بشري وجد تلوثا حوله من سلوك البعض بجهل بقلة وعي وعدم اكتراث بما يفعله وبتدمير حياة بحرية وتلوث بيئئ يهدد الكوكب كله.
ولتكتمل الصورة وتشتد عجبا تجد إهدارا للملكية العامة من مياه وكهرباء في المرافق العامة… في دولة بها أزمة كهرباء طاحنة….!!!!
ماذا لو قام كل فرد بدوره في الحفاظ علي المرافق والموارد الطبيعية من حوله… وترشيد استهلاك المياه والكهرباء والغاز في منزله وعمله… ماذا لو قام كل أب وأم بتوجيه الأبناء للأسلوب السليم في التعامل مع المرافق العامة والكهرباء والمياه… ماذا لو قام كل مسئول في جهته الحكومية بمتابعة غلق الأنوار والمراوح ومتابعة أعطال المياه للمحافظة علي الموارد العامة…؟؟
وهربا من التلوث وللبحث عن مرافق وبيئة نظيفة نلجأ إلى المدارس والمستشفيات والمتنزهات والمنتجعات الخاصة…ليظهر دور القطاع
الخاص بالدولة ببصمة وأثر واضح في حل الكثير من المشكلات الحياتية من حل لأزمة ازدحام أوتوبيسات المواصلات العامة بمشاريع نقل جماعي منوعة… ساهمت في حل أزمة المواصلات وبشكل كبير… توافر مدارس خاصة وأيضا بتنوع لحل مشكلة تكدس أعداد الطلاب ومحاولة لتوفير تعليم جيد… وأيضا وبمشاركة فعالة في بناء المجتمعات العمرانية الجديدة لحل أزمة السكان… وفي السياحة كان للقطاع الخاص النصيب الأكبر من القرى السياحية والمنتجعات العالمية لما حبا بها بلادنا من آثار وشواطئ خلابة ومناطق طبيعية جاذبة للسياحة صيفا وشتاء… وفي هذا المجال وحرصا على مواردنا الطبيعية اذكر لإحدى المنتجعات السياحية التي تحرص على كتابة تعليمات استخدام المناشف داخل الغرف بتسليم المنشفة المستخدمة فقط وعدم تغيير المناشف غير المستخدمة يوميا حفاظا على هدر المياه والكهرباء والمنظفات حفاظا على الكوكب….!!! ولكن ألوم عليهم جميعا وجبات البوفيه المفتوح في الفطار والغذاء والعشاء… وما يحدث فيهم من سلوكيات وحدث ولا حرج عن هدر للطعام وبكميات في وطن يوجد فيه من لا يجد قوت يومه ؟؟؟ألم يأن الأوان بتغيير النمط وطريقة التفكير والإدارة للاكتفاء بوجبات بقائمة طعام تطلب منها عزيزي المواطن كما تشاء وبكميات قليلة تناسب الاستخدام الشخصي دون هدر للطعام… والذي سيتبعه توفير في استخدام الموارد جميعهم من خضر ولحوم وفواكه وزيوت والوقود والمياه والكهرباء لإعداد الولائم المفتوحة….؟؟؟
وأيضا لا ننسى مشاركة منهم في مجال الاتصالات وشبكات المحمول وشركات منوعة تجارية وصناعية للسجاد والسيراميك وغيرها الكثير، وكلها نجاحات خاصة شاركت في تنمية البلاد، وقد تصل إلى المشاركة والمنافسة العالمية…وكلمتي للحكومة ولمؤسسات الدولة لماذا لا نطرح الطاقة النظيفة والمتجددة والخلايا الشمسية باهظة التكاليف على رجال الأعمال المصريين وشركات القطاع الخاص لحل أزمة الطاقة في بلادنا؟؟؟ لماذا لا نوفر لهم المميزات باستثمارات جاذبة بإعفاء ضريبي… بتوفير الأرض…بالاستعانة بالمراكز البحثية والرسائل العلمية والابتكارات وبراءات الاختراع المهملة المنوعة في هذا المجال ليتبنى القطاع الخاص التنفيذ… للمساهمة مع الدولة جنبا إلى جنب في مجال الطاقة والكهرباء… وكلي ثقة بنجاح القطاع الخاص في هذا المجال…!!!
والكلمة للأعلام ولمنصات التواصل الاجتماعي والبرامج الثقافية التوعية والاهتمام في نشر ثقافة الحفاظ على مواردنا الطبيعية ومرافقنا العامة بين أفراد الشعب وإبراز مخاطر التلوث البيئي… مخاطبة الأطفال من خلال الكرتون المحبب لهم والألعاب الهادفة والأغاني المحفزة على النظافة وترشيد الاستهلاك… وأخيرا دور رجال الدين ومشاركتهم الخطب الداعمة والمشجعة على الحفاظ على مواردنا الطبيعية فالمسؤولية مشتركة بين الجميع الأسرة والمجتمع والدولة بجميع مؤسساتها حفظ الله علينا بلادنا سمائنا ونهرنا وشواطئنا وموارنا لنا ولأجيالنا القادمة.