همدان محمد الكهالي

صدى الجبناء

شعر للدكتور همدان محمد الكهالي

.. صدى الجبناء

والـعصرُ إنّ الـعصرَ صـار عصيَّا
والـصـبرُ أضـنـى شـيبة وصـبيَّا

كـل الـقلوب تحجرتْ بصدورها
أمّـــا الـعـقولُ تـمـخَّضَنَّ غـبـيَّا؟

ضعنا وضاع العمرُ دون وجيدةٍ
مـــا بــيـن مـعـتـقدٍ أقــامَ ولـيَّـا

نـحـيا بـسـودٍ والأمـاني تـرتدي
ثـــوب الـشـقاء ولا غـبـارُ عـلـيَّا

ونـلوذ فـي صمتٍ يسودُ بغصةٍ
لا تـنـتـهي فــي بـكـرةٍ وعـشـيَّا

تـمضي بـنا الأيّـامُ دون مـشيئةٍ
مــنّـا وتــطـوي بـالـزمانِ شـقـيَّا

والـجهلُ يـغشى بعضهُ ويقودنا
ذلُّ وامـسـى بـالـشعوبِ صـلـيَّا

جـبناءُ نـحيا فـي عـجاجِ حثالةٍ
بـسـطـوا ذراعَ الأمـنـيـاتِ إلـيَّـا

وتـظـنُّ أن الـخـيرَ مِــن أفَّـاقهم
والـشـرُّ أمـسـى حـاكماً ووصـيَّا

جـبـناءُ نـحـيا كـالـبهائمِ يـومـنا
إنْ مــرَّ مِــنْ جـوعٍ يـكونُ غـنيَّا

جـبـناءُ فـي ذُلٍّ يـداوي جَـرحَنا
جُــرحٌ وَيُـدمـي بِـالـقلوبِ دمـيَّا

جـبـنـاءُ لا نــدري بــأيّ جـريـمة
حـكموا على موتِ الحقائقِ كيَّا

جـبـنـاءُ لا زالـــتْ لـنـا أحـلامُـنا
تـحـيا عـلى أمـلٍ نـعيشُ سـويَّا

جــبـنـاءُ لا زلــنــا نــوالـي ثــلـةً
حمـقى أضاعتْ (أحمداً) وعليَّا

فــبـأي آلاء الـمـواجعِ سـيـطروا
والـشعبُ مـن جـوعٍ تراهُ غشيَّا

عـِقْـدٌ يـداري بـالضغائنِ سـوءةً
بـانـتْ ومــا كــان الـظلامُ عـريَّا

عـملاءُ لا يـخفى عليك وفعلهم
فـــعــلٌ قــبــيـحٌ لا أراهُ وفــيَّــا

إسـلامهمْ كُـفرٌ وفـي صرخاتهمْ
تــدوي بــروقُ الـعاصفاتِ دويَّـا

عــمـلاءُ بـاعـونـا لـكـلِّ مـهـيمنٍ
بـسـيـاسةٍ ثـكـلـى تــغـلُّ يــديَّـا

والـبـاقياتُ الـصالحات بـغيهبٍ
سـفـكَ الـدمـوعَ ولا يـزالُ فـتيَّا

فـمـتى سـنـحيا والـظلامُ يـلفُّنا
والـعـمـرُ مـقـتـولٌ عــلى كتفـيَّا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى