ماذا حدث في مصر عام 1818 ؟!
محمد قريش يكتب عن : تأثير الفراشة و.. الحلقة المفقودة عن رجال الحكم بالسر في المحروسة ...!!!
■■ ماذا حدث في مصر عام 1818 ؟!
■■ العام 1809 ميلادية
■ نحن بعد سنوات قليلة من ثورة رجال بالسر في فرنسا ، والتي ترتب عليها قيام حرب شرسة تعرف تاريخيًا بحرب ” التحالف الخامس ” ، وهي تلك الحرب الدامية بين الإمبراطورية النمساوية في عهد الرهيب فرانتس الثاني والجمهورية الفرنسية الأولى التي أنشأها الجنرال الفرنسي الأشهر نابليون بونابرت ، ولهواة التاريخ انتهت الحرب بانتصار حلف الفرنسيس ، و توقيع معاهدة شونبرون وبمقتضاها أصبحت النمسا حليفة تابعة لفرنسا، تم تزوج نابليون من أميرة النمسا الحسناء الفاتنة ماري لويز.
■ إيطاليا الحالية في ذلك الوقت كانت تنقسم إلى ثلاث ممالك ، مملكة إيطاليا ومملكة صقلية و مملكة سردينيا ، كانوا على خلاف شديد في كل شىء ، مملكة إيطاليا حاربت إلى جانب حلف جيش نابليون ، وكانت النمسا في ذلك الوقت تشتهر بقوة شرطتها السرية ، لذا قرر الإمبراطور فرانتس إرسال عناصر من الشرطة السرية النمساوية إلى إيطاليا لجمع المعلومات ، ودعم الحلفاء في مملكتي صقلية وسردينيا في عدائهم ضد المملكة الإيطالية
■■العام 1851 ميلادية
■ صدر كتاب الصحفي الإيطالي ” لويجي أرنولدي ” تحت عنوان غريب ” الوثائق السرية الرسمية لشرطة النمسا في إيطاليا ” ، ونشر لويجي الكثير من تفاصيل عمليات شرطة الإمبراطور فرانتس السرية في حقبة حرب التحالف الخامس وما بعدها
■ ما يهمنا هنا هو تقرير سري (رقم 45 /فينسيا) مؤرخ بتاريخ الأول من ديسمبر من العام 1818 ميلادية ، والتقرير الغريب يتحدث عن نشاط الجمعيات السرية المكثف المريب في العاصمة المصرية القاهرة ، وفي مدينة الإسكندرية الساحلية ، الفضول يمزقنا كالقطط ، فلنقرأ معا ما جاء فى ذلك التقرير
■■ العام 1818 ميلادية
■ التقرير يتحدث عن نشاط واضح لجماعة رجال السر في مصر ، نشاط مرتبط بشكل قوي بمحافل السر في فرنسا وإيطاليا ، وهذا النشاط يهدف إلى محاربة جهود محمد على باشا ، ويوصى كاتب التقرير بمراقبة حركة المصريين الكثيفة غير الطبيعية إلى مملكة إيطاليا
■ تفاصيل متاحة أكثر في التقرير رقم 46 وهوغير مؤرخ ، تفاصيل تؤكد صحة وجود ذلك التنظيم السري المؤمن بمبادىء الثورة الفرنسية ، الحرية والإخاء والمساواة ، والأخطر وجود ممارسات لطقوس غامضة غير مفهومة في القاهرة والإسكندرية
■ مازلنا مع التقرير النمساوي ، الذي يقدر عدد الأعضاء في التنظيم ب13 ألف عضو سري من صفوة المجتمع المصري ، منهم 300 سيدة ، مع رصد رحلات متعددة لهم إلى دول محددة ، هي فرنسا وإيطاليا وأمريكا
■ من أهم الاعضاء وفقا لتقرير كتاب لويجي ، القنصل الفرنسي في الإسكندرية وكان الأستاذ الأعظم للمحفل السري ، ومعه رئيس وزراء مصر دون ذكر اسمه ، ومعظم القناصل الموجودين في مصر عدا قنصل النمسا ، وإن كان نائبه كان عضوا في المحفل
■ الكتاب يقدم لنا هدية ، يقدم لنا حلقة مفقودة من تاريخ رجال الحكم بالسر في مصر ، منذ خروج الحملة الفرنسية بعد إنشاء أول محفل لهم على يد الجنرال الفرنسي كليبر ، ثم عودتهم بقوة على يد رجالهم جمال الدين الأفغاني والخديوي توفيق ، تم العصر الذهبي مع عبقرية الشر إدريس باشا راغب
■ يتحدثون في العلوم الحديثة عن نظرية ” تأثير الفراشة ” ، حين يرفرف جناحا فراشة في الكونغو ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إعصار في الصين ، وفي حديثنا اليوم ، كنا قربيين من ذلك ، قرار من إمبراطور النمسا لجمع معلومات عن إيطاليا ، يؤدي إلى كشف جماعة سرية تعمل في القاهرة ، بعد خمسين سنة ، نعرف المعلومة في كتاب ، وبعد 173 سنة يتم نشرها في فضاء العالم الإفتراضي