تكنولوجيا

ستاند باي ذكاء اصطناعي

بقلم أحمد عبد العليم قاسم كاتب ومخرج

 

بين الحماس والخوف تتباين وجهات نظر المصريين في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، ذلك الواقع الذي تسلل إلى كل تفاصيل حياتنا دون أن نشعر، بل إنه يتطور كل لحظة بشكل مذهل. بعد أن كان ” الذكاء الاصطناعي الضيق ”  الذي تطلب منه أوامر فينفذها، مثل “سيري” على آيفون، تطورنا إلى مرحلة ” الذكاء الاصطناعي العام ”  الذي تفكر فيه الآلة وترد عليك مثل “تشات جي بي تي”. لكن المفاجأة تأتي مع  النوع الثالث،  “الذكاء الاصطناعي الفائق ” ، قد يطور تفكيره ليحقق أشياء لم نطلبها أصلاً !

يسيطر الخوف على غير المعتادين على التكنولوجيا والذين لا يواكبون تطوراتها، بينما يملك من لديهم شغف بمتابعتها وتطبيقها رغبة في المزيد. الحقيقة أننا لسنا في رفاهية الاختيار بين الأمرين، بل علينا أن نتحمس للواقع الموجود بما يتناسب مع احتياجاتنا في الحياة الشخصية والعملية لتوفير الجهد والوقت والمال. ولا مانع من الخوف الصحي بمعنى الحذر، وهو معرفة جوانب الخطر وكيفية تجنبها، وهو ما يتمثل بنسبة كبيرة في الأمن السيبراني وأمن المعلومات.

 

بالفعل، وضع الذكاء الاصطناعي بعض الوظائف في خطر حقيقي لأنه أصبح يقوم بها بمهارة فائقة، لكنه في الوقت ذاته خلق العديد من الوظائف التي أصبح من يتعلمها يمتلك قدرات خاصة ويستحق مقابلًا ماديًا كبيرًا وبالعملة الصعبة، ومنها وظائف محلل بيانات، أخصائي أمن سيبراني، مطور برمجيات، ومطور واقع افتراضي ومعزز هذا الأمر زاد الحماس نحو دراسة البرمجة والكودينج وتصميم المواقع وبرمجة الألعاب والتطبيقات، وهو ما أشار إليه رئيس الجمهورية شخصيًا خلال افتتاح ملهم لمركز البيانات والحوسبة الإلكترونية الحكومية بتوجيه الأطفال لدراستها لخلق جيل جديد من المبتكرين في هذا المجال، مع أهمية الموازنة بين الأخطار والفرص التي تتوافق مع التقنيات الناشئة، وهو ما لخصته اليونيسيف في عدة نقاط بداية من التعامل مع السوشيال ميديا، مثل: الاهتمام بإعدادات الخصوصية والأمان، التوازن بين الصداقات الملموسة والصداقات الافتراضية، ضرورة الانفصال عن وسائل التواصل التكنولوجية لبعض الوقت. ومن جانب آخر، يبدأ تعلم البرمجة ببرمجة الألعاب ليزيد شغف الطفل، ثم يتطور بعدها لما هو أوسع .

 

في رمضان، شاهدنا تطبيق الذكاء الاصطناعي في الإبهار في الانتقال إلى أزمنة سابقة في مسلسلات “الحشاشين” و “جودر” باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي، وتغيير أعمار الممثلين في مسلسل “حق عرب” وسبقتها تجارب أخرى في مسلسل ” النهاية ” ليوسف الشريف كخيال علمي، و ” في بيتنا روبوت ” ككوميديا، و ” صوت وصورة ” لحنان مطاوع لعرض المخاطر بشكل فعلي، وغيرهم .

 

على المستوى الشخصي، أعتبر نفسي ممن لديهم شغف شديد لمعرفة المزيد ومواكبة كل ما يحدث، وبخاصة في مجالي الإعلام والسينما والبحوث العلمية أسعى دائمًا لتقليل الفجوة بين الحماس والخوف لدى المحيطين بي، بداية بمرحلة الوعي والفهم. وكان ذلك السبب في إطلاق مبادرة “ستاند باي ذكاء اصطناعي”، تلك المبادرة التي تمارس أنشطتها فعليًا بندوات يحضرها خبراء وشباب وتعرض أشياء مبهرة في الهولوجرام والميتافيرس والنيورالينك. 

جدير بالذكر أن آخر ندواتها ستاند باي بودكاست شارك في تقديمها 4 ” تشات بوت”، فضلاً عن المشاركة في فعاليات كبرى مثل مؤتمر علوم البيانات الأول في الشرق الأوسط، والذي انعقد في جامعة المعلوماتية بالعاصمة الإدارية الجديدة، والفعاليات العلمية بجامعة النيل، ومسابقة “ما وراء الكون” في جامعة زويل .

 

سعدت بالتجربة أيضًا بنماذج تصميمات سياحية أثرية مبهرة لملوك مصر القديمة مع كريم أسامة، وصنع لي أفاتار مميز المخرج مصطفى جلال. ثم جاءت المذيعة الإفتراضية مي عطية التي أحدثت ضجة على السوشيال ميديا لمبتكرها تيتو أو أحمد عطية، فضلاً عن د. منه دياب، متخصصة الإبداع الإعلامي بجامعة بني سويف، ود. لامان صاحبة أول دكتوراه تروج للسياحة من خلال الميتافيرس والتي حضرت مناقشتها في حضور توت عنخ امون شخصيا بتقنية الهولوجرام . 

تحولت “ستاند باي” لهذا الاسم في عامها السابع لتكون راعيًا لكل الشباب الساعين لإيجاد بصمة في هذا المجال بدعمهم وتكريمهم. ولم يكن غريبًا أن يكون في مقدمتهم مشروع تطبيق “سلام” في كلية الذكاء الاصطناعي بالجامعة الروسية تحت إشراف د. وائل بدوي، ومن بعده جاء مشروع “عايدة” في الجامعة الكندية، الذي شاهدت لهم عرضًا تقديميًا وصل إلى ساعة زمن لم نتوقف بعدها عن التصفيق الحاد. 

وكان من اللافت تميز قسم العلاقات العامة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة بأكثر من مشروع مثل : “سايبر جارد” دليل هام لأمن المعلومات والأمن السيبراني، و”هيومناي” الذي يقترب من مصطلح “أنسنة” الذكاء الاصطناعي من حيث السرعة وطريقة الاستجابة لطلبات المستخدم، و”معادلة 101″ الذين شاركناهم فعالية كبرى للتوعية للشباب بمشاركة الصحفي والخبير المبدع أشرف مفيد، والذي تولى مؤخرا قطاع الذكاء الاصطناعي مع الدكتور عمرو الليثي، رئيس اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، الذي تقدم نشرته اليومية مذيعة افتراضية .

 

 

وتحت شعار”سابقين بخطوة، سابقين لبكرة “

 ” Gen-01دعمنا أول مشروع يلبي دعوة الرئيس لتعليم البرمجة للأجيال القادمة

كل هذه المبادرات تنبئ بوضوح عن إدراك الشباب الكبير للواقع التكنولوجي المتسارع سعينا لعرض هذه المبادرات عبر مختلف الوسائط التكنولوجية، مع التأكيد على التفاعل الحقيقي مع الجماهير في المؤتمرات والندوات المتنوعة. ورغم أننا دخلنا بالفعل في عصر الذكاء الاصطناعي، إلا أننا ما زلنا حريصين على الاستعداد لكل تطور جديد، سواء على المستوى الفردي أو المؤسسي، في المجالات التعليمية أو العملية. ليصبح شعارنا “ستاند باي ذكاء اصطناعي … حلمك حقيقة”، كفرصة لتقليل الفجوة بين الحماس والخوف في خوض سباق الذكاء الاصطناعي. هذا الشعار ألهمني لتقديم بودكاست “عليمو علي منصة ذا بودكاسترز ليواكب هذه المرحلة بشكل جديد ومختلف ومواكب .”.

   #سينيميديا  #ستاند_باي_ذكاء_اصطناعي #Stand_by_ai #المخرج_احمد_عبد_العليم_قاسم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى