آراء حرةمانشيتات

هل حقًّا “يستتر الصحفيون المصريون خلف جدار الحريّة” !!!

قصواء الخلالي - تكتب من : مصر القاهرة

بدايةً؛

أعلن التضامن الموضوعي مع نقيب الصحفيين المصريين “خالد البلشي”، ضد ما ناله من كمٍّ مُزعجٍ من الإيحاءات، والإسقاطات، وإلقاء الاتهامات، والذي احتواه بيان “اللجنة الدستورية والتشريعية” بمجلس النواب المصري؛ الذي أقدّره وأحترم أعضاءه، ولي مع أفاضلهم خير وقفات،

ولكننا وجدنا مشهدًا عجيبًا في البيان؛ يناقض كل ما يحمله مُسمّى اللجنة وماهية دورها العظيم، ويشي بالنيل من اعتبار وتقدير موقع “نقيب الصحفيين المصريين” وشخصه، ودوره، ويكشف عن اتهامٍ موجّهٍ من بعض النواب من ممثلي الشعب المصري، لمُنتقدي “مشروع قانون الإجراءات الجنائية” بأسوأ الصفات والنعوت، بل ونزع ثوب الوطنية والمسئولية الأخلاقية عنهم، والتهديد بجملٍ وكلماتٍ مُريبةٍ مثل “لن نقف مكتوفي الأيدي”، والذي حقيقةً لا نعلم لماذا يُحاصرهم شعور “الأيدي المكتوفة” هذا ؟!

ناهيكم عن ادّعاء الوصاية على تطبيق مفهوم “الوطنية” في مصر، وكيل الاستعلاءات الذي لا يمكن أن ترجح أمامه كفة اعترافهم ببشريتهم العادية في ختام البيان !!

فأين كانت هذه “البشرية المتواضعة”، حين وصفتم المُنتقدين بهذه الأوصاف المهينة، والاتهامات المهولة ؟! ما جعل الأمر يبدو وكأنه نكايةً في نقيب الصحفيين المصريين ومواقفه المُدافعة عن “هوامش الحرية” وإن أُختُلِف حوله،

كذلك أين كان تقدير المصريين حين تم تقديم الاختلاف في الرأي والتقييم “كخيانةٍ وزعزعة لاستقرار الدولة” !!

يا للهول !! كل هذا ارتكبه “نقيب الصحفيين” !! إذًا هي الحرب !! فلنطلق كل السهام دفعةً واحدة على صاحب الرأي الآخر ومن معه !! ما هذه المُبالغات والعدائية والاستنفار ومحاولات “التأديب” الجمعي، التي لم تحقق أبدًا مُبتغاها السياسي ؟! مالكم كيف تحكمون ؟!!

– في واقع الأمر؛ كان حريًّا، بكاتب البيان الذي يسعى لحماية الرأي العام المصري، وعدم السماح بتضليله، وبدلًا من صراع البيانات؛ أن ينتظر رد نقابة الصحفيين على بيانهم، عبر البث التلفزيوني المباشر مساءً (في “البرنامج” الذي تم إيقافه منذ ٣ شهور تقريبًا للمرة السابعة، بعد كتابة “مقال قصير” يحمل نقدًا لبعض تصريحات السيد رئيس مجلس وزراء مصر المحترم د.مصطفى مدبولي)، أو أن يلتقيه في أي برنامج موقوف آخر، أو حتى أن يقوم بالبحث والاستفسار عن تغييب بعض أدوات الوعي المصري الوطنية الأخرى،

وكنت أتمنى أن يسأل هؤلاء الأوصياء على عقل المصريين عن كثيرٍ من الأمور مثل المعلوماتية المفقودة، والشفافية الخجلة، والصحفيين المُقيّدين، والقوائم المنتظرة، والإعلام المُحتَكر، والحكومة المُنزّهة، والشهادات المزوّرة، وغير ذلك الكثير، بدلًا من تقنين مفهوم “الناقد الخائن”، وقبل أن يعلنوا تلاسُنًا بيانيًا مُسيئًا مع “خالد البلشي” والجمعية العمومية للصحفيين الذين يمثلهم، وقبل أن يصفوه بأنه “مُحرّض” بل وممن “يستترون خلف جدار الحرية” !!

والسؤال الذي يطرح نفسه؛ أين هذا الجدار المنيع حتى نستتر خلفه جميعًا فينصفنا !! لربما “كاتب البيان” وجد هذا الجدار يريد أن ينقض، فعامله معاملة “مشروع قانون الإجراءات الجنائية” مثلًا !!

ثم؛ هل الاحتماء “بالحرية” جريمة تُزعزع الأوطان !! ولماذا ترون الحُرّية في “الجدران” !! ألم تكن “الحُرّية” براحًا يحمينا من الجدران، ويضمنه نواب الأمم ؟!

* أما الجدار الذي وجدناه حقًّا، فهو ما استشعرناه في بيانكم، من استتارٍ خلف حصانةٍ “تشفّ ولا تصف”، وإلقاء جمرٍ سيحرق التاريخُ أناملَ “من كتبه” وسيغيّب الواقع القريب “من فَرَضه”، بعد أن يُقحَمُ المصريون في اشتباكاتٍ منقوصة الأدوات، ناقصة المعلومات؛ تُثير قلاقل في غير موقعها وأوانها، انتقامًا وحقدًا، أو تهوّرًا وطيشا !

ويكفي أنه قد تم “تجاهل البيان” من معظم “الصحف والمواقع الإليكترونية المصرية”، والتي ارتأت أنه لا يليق به النشر، إلّا من أُوقِع به في “فخ” النشر، أو أُجبر عليه، كما أن معظم الصحفيين الذين يحترمون مهنيتهم، ونقابتهم، ويتمسكون بشعرةٍ بسيطةٍ تمنحهم شعورًا باستحقاق الصحافة والإخبار والإعلام أو ما تبقى منهم؛ امتنعوا عنه، سواء بإرادةٍ، أو بإدارةٍ، أو حتى “بتوجيهاتٍ” تنفي عن صاحبها المُتذاكي تهمةَ “إهانة نقيب الصحفيين” في مصر، حتى ولو كانت “صنيعته وتُعجبه”،

وكذلك ترفع عنه “الحرج”؛ أمام رجلٍ لم يسعْ يومًا لإشعال حرائق منذ توليه النقابة، بل كان سعي “خالد البلشي” حثيثًا لمصلحةٍ صحفيةٍ مصريةٍ بأعقل الوسائل، حدّ الهجوم عليه من أصحاب الأيدلوجيات التي جاء منها، والذي كان ردّ النقابة عبر كلمته عن مشروع القانون، واضحًا موضوعيًّا متخمًا بالحُجج دون أي إساءات،

وختامًا، إذا رفع السؤال الأبرز رأسه عاليًا قد يكون: لماذا يتكرر افتعال الحروب العشوائية الاستعدائية المُتمترسة المُهينة مع العاقلين في المشهد العام، ولماذا يتم تدمير أفضل مساحات التلاقي حول الوطن ولأجله ؟!

نسأله علنًا؛ حتى ولو كان معلومًا، أنها قد تكون بعض تدبيراتٍ، ممن كيّفَ مشهدًا وهو يحمل أحقادًا نفسيةً وخللاً سُلطويًّا، خبّأه خلف هذا “الخبث الساذج المكشوف” حتى قيل له :-

كفكف أفاعيلك، وانتبه لطيشك المُتضاخم الذي فاق حدّه توريطًا وإحراجًا للجميع بلا استثناء، بعد أن أصبح غشمًا سياسيًّا “سمين المستوى”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى