آراء حرة

تحفظات شعبية واقتصادية واجتماعية ؛ علي ” تمكين القطاع الخاص ” …

بقلم : رأفت خطاب

منذ قرار الحكومة بإلانسحاب من الساحة الاقتصادية تدريجيا، مقابل ما يسمي بـ”تمكين القطاع الخاص” وأنا أري أن هناك تحفظات شعبية وتحفظات اقتصادية وايضا اجتماعية لتمكين القطاع الخاص بدلا من الدولة..

ذلك ان النضوج الاجتماعي والاقتصادي لرجال الاعمال ليس بالدرجة التي تجعلهم حريصين علي البعد الاجتماعي عند تحديد ارباحهم او اختيار النشاط الذي يعود علي المجتمع بالنفع الاقتصادي والاجتماعي مثل التوجه للانتاج الصناعي كثيف العمالة لزيادة فرص العمل والبعد عن النشاط الاقتصادي الاستهلاكي سريع الربح لتحقيق تراكم مالي يؤدي لزيادة التضخم دون علاج للمشاكل الاقتصادية وانما يساعد علي استنزاف المدخرات خاصة لدي الطبقات التي تتجه الي المحاكاة بصرف النظر عن الاحتياج لمثل هذه السلع..

أري الآن في معظم معارض السيارات ماركات المرسيدس والمشابهة لها بكميات كبيرة ولها زبونها الذي يبحث عنها.

وأري الاستثمار العقاري بأسعار بالغة الارتفاع معروضة بشكل استفزازي وايضا لها زبونها.

إحلال القطاع دون ضوابط فيه تخريب لاسس الاقتصاد الموجه للمنفعة العامة وليس الخاص..

هل يمكن لشركة خاصة ان تدير قناة السويس؟!

وهل هناك شركة خاصة يمكن ان تدير الاسطول البحري التجاري المصري!؟

وهل يمكن لشركة خاصة ان تدير السكك الحديدية؟ .. أو شركة مصر للطيران؟

الربح فقط ليس هدف النشاط الاقتصادي..

ولكن المنفعة التي تعود علي الشعب اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا هي التي تحدد النشاط الاقتصادي ككل سواء كان عاما او خاصا وليس الربح فقط..

 

كذلك ؛ اود الاشارة الي موقف كل من مهاتير محمد وموقف رئيس البرازيل الحالي ومقارنة موقفيهما من صندوق النكد الدولي وبين نوقف حكومة الارجنتين التي اصبحت مثالا للتخبط الاقتصادي والفشل في معالجة ازمتها الاقتصادية حتي الان ..
ماليزيا والبرازيل نجحتا في ادارة ظهريهما للصندوق واتبعتا سياسة تقشف قاسية لمدة وجيزة وركزتا علي ما لديهما من امكانيات صناعية انتاجية تصلح للتصدير واعتمدت علي القطاع الخاص الموجه الي انشطة صناعية كثيفة العمالة قابلة للتصدير ..
وكذلك البرازيل توقفت تماما عن التعامل مع القروض الميسرة لصندوق النقد لارتباطها باجراءات خفض العملة الذي لا ينتهي وساضرب مثالا
كان سعر الدولار بالعملة البرازيلية كروزيرو في بداية الازمة الاقتصادية حوالي ٢٨ كروزيرو للدولار الواحد عام ١٩٨٠ وفي عام ١٩٨٥ وصل سعر الدولار الي ٣٠٠٠ كروزيرو وكان وزير الاقتصاد البرازيلي دولفين نيتو من اكبر الاقتصاديين في هذا الوقت هو صاحب هذه الافكار حتي اعلنت البرازيلعدم قدرتها علي الوفاء بديونها
رغم انها تمتلك قاعدة صناعية عسكرية ومدنية فائقة القوة
والان بفضل سياسة الرىيس الحالي في مدة رياسته السابقة الابتعاد اولا عن شروط الصندوق والاعتماد علي امكانيات البرازيل ومواردها للعودة الي المذسار الصحيح واصبحت قوة اقتصادية وعسكرية بارزة

.

حفظ الله مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى