د. وائل فؤاد نجيب يكتب.. مدافن مفروشة للإيجار
في سلسلة تعرضنا للأفكار المختلفة في الأفلام المصرية نتعرض اليوم إلى فيلم عنوانه ” مدافن مفروشة للإيجار” وفي هذا الفيلم نجد أبطاله الفنانين نجلاء فتحي ومحمود ياسين وصابرين وعلى ما يبدو أن هذا الفيلم كان في حقبة الثمانينات من القرن الماضي ويتعرض لقانون إيجار المنازل العقد الممتد إلى عقود وكيف أن مشكلة إيجار المساكن والإيجار المفروش وخلو الرجل اخذت في الظهور تدريجيا وكان إيجار غرفة بمنافعها فقط خمسين جنية شهريا وتمثل جزء كبيرا من مرتب الموظف المتميز في هذة الحقبة فقد كانت المرتبات الحكومية المتميزة في أعوام 1992 وما بعدها في مستواها المتميز حوالي 230 جنية شهريا للكادر المتميز ولمعرفة المزيد عن هذة الفترة يمكننا معرفة بعض المعلومات عن الثمن الذي عرضه أحد التجار علي صاحب البيت الذي تسكنه البطلة نجلاء فتحي والبطل محمود ياسين وأيضا الفنانة صابرين وأبناء اخوها محمود ياسين فقد عرض المشتري علي صاحب البيت مبلغ مليون ونصف مليون جنية ثمنا لأرض المنزل
الطريف أن صاحب البيت يعمل بدفن الموتي وله صبي وهو نجاح الموجي وهذا المعلم اسمه عايش بينما يوميا يدفن شخصا علي الأقل او أكثر ويمضي السهرات في الكباريهات وسط الراقصات وينفق دخله عليهن وينقطهن بالمئات من الجنيهات يوميا ويستمتع بحياته وينفق ببذخ علي من حوله وقام بتأثيث المدافن بالعفش المتميز ويؤجر المدافن المسؤول عنها للراغبين في السكن بعد بداية ازمة السكن وصعوبة وجود سكن مناسب للبشر بالطبع يمكننا استنتاج بداية فكرة ظهور العشوائيات
وتدور أحداث الفيلم كالاتي نري محضرا يبلغ السكان بقرار صاحب البيت في اخلائه من السكان لبيعه يتجمع السكان ويقفوا ضده وينذروه ولكنه يرفض فيقرروا رفع قضية عليه وبالفعل يتم تحديد جلسة تبعتها جلسة النطق بالحكم وبالفعل انتصر المستاجرين علي صاحب البيت الذي كان يري امتلاك البيوت وسيلة استثمار واكتشف أنه خسر حينما امتلك منزلا وانتظر منه إيجارا
انتصر كل السكان ماعدا الأبطال نجلاء فتحي – من أصول ارستقراطية – وزوجها محمود ياسين وأخته وهم من الطبقة البرجوازية فقد كان قرار المحكمة هدم الدور الاخير من المنزل وهو مسكن نجلاء ومحمود وصابرين وتم اعطائهم مهلة شهر لإخلاء الشقة حاول اثنائها نجلاء ومحمود وصابرين التواصل مع أهاليهم للإقامة لديهم ولكن انتهوا إلى رفض كل أهاليهم الإقامة لديهم كما أن البطل محود ياسين حاول العثور علي شقة من شقق الحكومة لم يتمكن في هذة الفترة القصيرة الضيقة جدا كما أنهم رفضوا عرض صاحب البيت في الإقامة لديه في المقابر وتعالت عليه نجلاء فتحي لأصولها الارستقراطية ورفضت وبعد فشل كل المحاولات اضطر محمود ياسين الذهاب إلى محمود الموجي ومعلمه طالبا الصفح والغفران ومعلنا رغبته في تاجير المدفن وبعد مفاوضات وطلب من صاحب البيت الذي هو نفسه من يقوم بدفن الأموات في المقابر أن تعتذر الفنانة نجلاء فتحي له وافقت بالفعل وذهبت اليه وأكدت بتعالي أنها لاتجد مكانا آخر وأظهرت ضيقها بالفعل ولكنها وجدت نفسها مضطرة ومغصوبة
بالفعل كانت أول ليلة عصيبة وبالفعل تعرضت لبعض المخاوف من بعض سكان المقابر والزواحف وغيره وتوالت الليالي الصعبة والمواقف المتازمة واضطرت نجلاء فتحي إلى محاولة استرضاء الحانوتي إلى أن تقابلت مع صاحب المدفن الفعلي وبعدما تبادلوا القصص عن أصولهم تنبهوا إلى أنها تعرف جيدا عائلة صاحب المدفن الذي أخذ في التقرب اليها و إلى اخت زوجها وللمرة الألف في التلفزيون المصري نجد الترويج لفكرة التزاوج بين الطبقة الارستقراطية والطبقة البرجوزاية وامكانية التغاضي عن الفروق الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وان زواج الفتاة بالرجل ليس فقط بالرجل لكن بكل أفراد عائلته وعاداتهم وأفكارهم وكذلك الرجل وعائلته
يثير هذا الفيلم مشكلة الإيجار القديم للمساكن ومشاكله ومن الناحية الثانية أثار الفيلم مشكلة العشوائيات التي قامت الدولة بحلها في مناطق كثيرة وانتهت مشكلة العشوائيات الخطرة والعشوائيات العادية في طريقها للاختفاء وظهرت الاسمرات في أناء الجمهورية في شكل يضاهي أشكال الكمبوندات