هدى عبده تكتب.. ظاهرة التسول
هي إحدى الظواهر السلبية في المجتمعات، تترتب عليها مشاكل إجتماعية ولها مخاطرها
قد أصبحت تدار عبر شبكات محترفة بشكل إجرامي بصورة تهدد أمن واستقرار المجتمع.
المتسول يتجرأ ويقرع أبواب البيوت في أوقات حرجة ولا يأبه من رد فعل من يطرق بابه
أيضا يعرف كيفية اصطياد الزبائن والتوقيت المناسب لاصطيادهم
البعض يحمل أوراقا مزورة
ليقنع الآخرين بأنه في إحتياج
والبعض يدعي الإعاقة والمرض أما الأخطر من ذلك هو سرقة الأطفال واستغلالهم في هذه الظاهرة، ولا يتورعوا من احداث إعاقة بجسد الطفل كقطع أحد الأرجل
أو تشويه أجسادهم بطريقة تدمي القلوب الرحيمة
التسول في نظر الشريعة شيء مقيت وعمل مشين
فيجب على الإنسان أن يكون في غنى وعزة نفس
ولا يلجأ إلى التسول لأنه تواكل والله يحثنا على العمل
زادت ظاهرة التسول بسبب الجهل والفقر والبطالة
سلوك التسول نتاج عدة عوامل منها
التربية الخاطئة كالإهمال وسوء المعاملة والتفكك الأسري أو لسهولة الحصول على نفقات بسهولة طلب الإحسان
وقد حثنا ديننا الحنيف على التعفف والإكتفاء بالقليل والاعتماد على الكسب بالعمل الشريف من عمل يده ليس بالتواكل بل بالجد في العمل
وقد حرمت المساءلة إلا في
ثلاث حالات
الفقر المدقع أو في غرم مفظع أو الذي في دم موجع
وقد شرعت الذكاة من الأغنياء للفقراء لسد حاجاتهم وقد فرض الله على الأغنياء من أموالهم صدقة بقدر مايكفي فقرائهم دون مد اليد والتعفف
حتى وإن لم يؤدوا الأغنياء الصدقة المفروضة عليهم من الله للفقراء
فإن المحتاج يرفع أكفه لله ويغني نفسه بالتعفف وسيغنيه الله الغني من حيث لا يحتسب
فى الحديث الشريف
ليس المسكين الذي لا ترده التمرة ولا التمرتان ولا اللقمة واللقمتان والأكلة والأكلتان
لكن المسكين الذي لا يجد غني يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا يسأل الناس شيئا
ف التسول حرام إنما أبيح للحاجة والضرورة لأنها ظلم في حق الربوبية وظلم في حق السائل
فهي شكوى الله في أن نعمة الله قصرت عنه والسائل يذل نفسه وخاصة إذا كان لديه القليل الذي يغنيه عن السؤال
ويأتي يوم القيامة وبوجهه خموش
العمل مهم للفرد والمجتمع ينهي عن التواكل وهو بمثابة الجهاد في سبيل الله
لأنه يعف النفس ولو بالقليل
هذا وبالله التوفيق