ماسبيرو 62 عام .. ندوة عن كواليس الإعلام بالأوبرا بحضور عمالقة التلفزيون
استضاف المسرح الصغير بدار الأوبرا مساء الثلاثاء، الندوة الثقافية “ماسبيرو 62 عام” والتي تتناول تاريخ وكواليس العمل داخل المبنى الإذاعي والتلفزيوني الأشهر في المنطقة، وذلك من خلال استعراض مؤلف “ماسبيرو تاريخ من الإبداع” للكاتب الكبير زياد فايد.
قدمت الندوة وأدارت اللقاء الإعلامية الكبيرة عبير حلمي، رئيس مجلس إدارة موقع هارموني توب إيجيبت، حيث توسطت الإعلامية القديرة سوزان حسن رئيس التلفزيون الأسبق وسهير شلبي الإعلامية المتألقة وئيس قناة الدراما الأسبق بالتلفزيون المصري.
بدأ اللقاء بعرض لقطات فيديو لبداية نشأة التلفزيون في الستينات من القرن الماضي وتأثيره على كل الأسر ودوره في بناء قيم المجتمع وشخصيات الأطفال .
أكدت الإعلامية القديرة سوزان حسن، رئيس التلفزيون الأسبق، أن قنوات ماسبيرو كانت تعتمد على تقديم برامج لكل شرائح المجتمع، حيث كانت القناة الأولى تقدم الأخبار والبرامج المختلفة، بينما الثانية تقدم ثقافة وعلوم وفنون، لافتة أن ذلك هو ما يجب أن يكون موجودا الآن على شاشات القنوات الفضائية حاليا.
وأضافت “سوزان حسن” قائلة: بعد كثرة القنوات أصبح هناك قنوات متخصصة للمنوعات والأفلام وغيرها، ونعاني الآن غياب برامج الأطفال، إلا أنه ظهر بصيص من الأمل حيث عرضت القناة الأولى بالتلفزيون المصري بالأمس برنامج مختلف للأطفال، ودعت رئيس إلى تقديم برامج تناسب جميع الميول وأصحاب الهوايات المختلفة.
سوزان حسن: رسالة الإعلام يجب أن تصل لكل
شرائح المجتمع ورئاستي للتلفزيون لم تأت صدفة
وأكدت أن الأمر المهم في الإعلام هو الرسالة والتواصل مع جميع فئات المجتمع، وهو ما أشدد عليه دائما، لافتة أن البرامج لابد أن تقدم رسالة وأن تستوعب ما يحدث داخل الدولة، مشيرة أن العديد من القنوات الخاصة تفضل تقديم المتعة للناس، لافتة أنه أحيانا يكون التناول سيئ جدا في البرامج وعلى النقيض هناك برامج حوارية قوية .
واستطردت رئيس التلفزيون الأسبق في حديثها متذكرة برنامج لقاء الأجيال الذي كانت تقدمه عبر شاشة التلفزيون المصري، مشيرة أنه تضمن مشاعر فياضة وجميلة بين الأجيال المختلفة لما كان فيه من تلاقي وتبادل أفكار نفتقده الآن في برامجنا وقنواتنا.
وأضافت، تم تعييني في التلفزيون عن طريق القوى العاملة، لافتة أن رئاستها للإذاعة والتلفزيون لم يكن بمحض الصدفة حيث أنه كان أمرا تدريجيا مر بسنوات عديدة، مما منحني خبرة كبيرة في التعامل مع الجميع.
كما انتقدت “سوزان حسن” غياب الأنشطة عن المدارس، وقالت:” كنت قديما في مدرسة الأمراء بالمعادي، وكان هناك العديد من الأنشطة، والآن غاب كل ذلك، فلم يعد هناك أي أنشطة داخل المدارس، والمطلوب فقط الدروس الخصوصية والكتب، فكيف يفرغ الطلاب طاقاتهم ويخرجون مواهبهم.
ومن ناحيتها ضمت الإعلامية عبير حلمي، رئيس مجلس إدارة هارموني توب إيجيبت، صوتها لصوت الإعلامية سوزان حسن بضرورة الاهتمام بالأطفال داخل المدارس لكي نخلق أفرادا صالحين يردون الجميل لمصر بعد أن يبدأوا حياتهم العملية.
عبير حلمي : “ماسبيرو تاريخ من
الإبداع” .. كتاب يحمل بداخله متعة وأسرار 70 شخصية لأجيال مختلفة
فيما وجهت الإعلامية القديرة سهير شلبي، رئيس قناة الدراما الأسبق بالتلفزيون المصري، الشكر للجمهور المصري الذي يتذكر دائما عمل مذيعات ماسبيرو حتى الآن، حيث تلمس ذلك في كل لقاء مع الجمهور في الندوات وخلال اللقاءات العفوية بأي مكان، مؤكدة أن هذا أبرز دليل على حب المصريين للتلفزيون المصري، مشيرة أن الجمهور هو مرآة الإعلاميين حيث يروا أنفسهم في تعليقات الجمهور دائما .
وأكدت رئيس قناة الدراما الأسبق، أنها تحرص على متابعة كل صغيرة وكبيرة في الإعلام حيث أنها تربت على ذلك، لافتة أن الإعلام يجري في الوريد كالدم.
سهير شلبي: أحرص على متابعة كل صغيرة وكبيرة
في الإعلام والجمهور المصري يتذكر دائما عملنا بماسبيرو
كما شددت على ضرورة الاهتمام بالمواهب والأنشطة داخل المدارس، وقالت : ” دائما كنت أنا المسئولة عن الإذاعة والحفلات أثناء المدرسة، حيث كنت أشترك في فرقة التمثيل بالإضافة إلى إلقاء الشعر وتقديم الإذاعة المدرسية”.
وحول ذكريات التعيين في المبنى العريق قالت الإعلامية المتألقة سهير شلبي: تم تعييني عن طريق القوى العاملة في إدارة بعيدة تماما عن التقديم التلفزيوني، إلا أنني كنت أتقدم لمسابقات المذيعات فور الإعلان عنها وذلك مرات عديدة حتى تم قبولي، بعد اختبارات في الثقافة العامة واللباقة واللغة الأجنبية.
وانتقلت رئيس قناة الدراما الأسبق، للحديث عن عائلتها الإعلامية، حيث أكدت أن ابنتها المذيعة شيرين الشايب قدمت برنامجا عن تفسير الأحلام والذي حاز شهرة كبيرة ومتابعة جماهيرية في ذلك الوقت، إلا أنها في المقابل فوجئت بحرب شديدة من أعداء النجاح، وبنبرة حب ذكرت “شلبي” أحفادها الستة قائلة: “أنا فخورة بأحفادي ودائما ما ينادوني بـ سوزي ، وكلهم مواهب مختلفة”.
وفي سياق متصل أكدت “سهير شلبي” أن اليوم المفتوح بالتلفزيون المصري كان يستمر لمدة 12 ساعة متصلة، وكانت المذيعات يعملن تحت الإضاءة المباشرة والساخنة مما عرضهم لضغط عمل كبير، مشيرة أنها تعرضت لحرق من الدرجة الثالثة وفقا لما أكده لها الطبيب المختص وقتها، وذلك جراء تعرضها لفترة كبيرة ومباشرة لإضاءة لمبات الإضاءة الساخنة والتي اختلفت تماما الآن، كما قالت :”أثناء نهار رمضان كنا نطل على المشاهدين بماكياج خفيف للغاية ونقول قبل آذان المغرب جملتنا الشهيرة، نتمنى لكم صوما مقبولا وإفطارا شهيا، وفي هذا الصدد تذكرت الإعلامية الشهيرة إفطار المذيعات حيث كانت كلا منهن تحضر معها شيئا للإفطار وسط تجمع المذيعات ، مشيرة أن روح الأسرة والتآلف كانت مسيطرة على كل العاملين داخل ماسبيرو.
زياد فايد: عملت مع عمالقة ماسبيرو
والتلفزيون المصري عشقي الأول والأخير
ومن جانبه قال الكاتب والمعد التلفزيوني زياد فايد، عشت داخل ماسبيرو لسنوات طويلة وعاصرت العديد من عمالقة التقديم والإذاعة، وكان ذلك عبر التواجد معهم، وعملت مع أجيال قديمة ومتوسطة، وكانت البداية مع المذيعة أماني ناشد في برنامج كان يعده فيما سبق الإعلامي مفيد فوزي، وشهدت برامج الأطفال نقطة الانطلاق.
وأضاف “فايد” قائلا: عملت في جميع الشاشات، كما أنني عملت مستشار سيناريو في التلفزيون السعودي لمدة سنة وكنت عضوا في لجان تحكيم الكثير من المهرجانات.
وأشار أن كتابه عن مسرح العرائس، كان الأول في مصر وذلك عند طلب أحد أصدقائه أي معلومات عن مسرح العرائس، مما دفعه لتجميع معلومات عن هذا المجال وتقديم مؤلفه .
واستطرد المعد التلفزيوني الشهير، أن عشقه الأول والأخير للتلفزيون المصري، مؤكدا أنه عندما كان يعمل بالسعودية أقدموا على تخفيض الأجور مما دفعه لرفض ذلك، مشيرا أنه عاد لبيته داخل أروقة التلفزيون .
وأوضح أنه عندما كان يتم تكلفيه بإعداد أحد البرامج لم يكن يتم متابعته من أي لجنة مختصة حيث أن جميع المسئولين يعرفون قدراته الشخصية وكل القيادات كانت تثق في قدراته ومهاراته المهنية.
ومن ناحيتها استعرضت الإعلامية عبير حلمي، رئيس مجلس إدارة هارموني توب إيجيبت، تاريخ الكاتب الكبير زياد فايد الذي تألق في طرقات واستديوهات ماسبيرو لسنوات قاربت من النصف قرن، عبر تقديم العديد من البرامج، مؤكدة أن الكاتب حمل على عاتقه تقديم تفاصيل حياتية لعدد كبير من العاملين داخل ماسبيرو .
أكدت رئيس مجلس إدارة هارموني توب إيجيب، أن الكاتب زياد فايد، قدم المتعة الذهنية بكتابه الذي تناول أكثر من 70 شخصية داخل صفحاته على مدار أجيال وسنوات مختلفة داخل المبنى العريق، حيث جمع فيه السير الذاتية وكواليس العمل داخل الاستوديوهات.
جدير بالذكر أن اللقاء شهد حضورا كبيرا من أبناء ماسبيرو لمتابعة ولقاء الإعلامية القديرة سوزان حسن رئيس التلفزيون الأسبق، والإعلامية سهير شلبي رئيس قناة الدراما الأسبق بالتلفزيون.