دكتور / حسين سيد حسن عبدالباقي يكتب..لماذا تحليل الاحتياجات التدريبية؟
تعد مرحلة تحليل الاحتياجات التدريبية Training Needs Analysis هي المرحلة الأولى في عملية التدريب للعاملين في أي جهة، ويهدف التدريب إلى اكساب مهارات جديدة، أو تنمية وتطوير مهارات حالية، أو التعرف على مفاهيم جديدة، أو مواقف معينة التي تؤدي إلى تغيير طريقة الأداء للأفضل داخل بيئة العمل لأي جهة ، كما تعتبر مرحلة تحليل الاحتياجات التدريبية من أهم المراحل اللازمة لتحقيق كفاءة وفاعلية التدريب في كافة الشركات والجهات على اختلاف أنواعها .
وتهدف مرحلة تحليل الاحتياجات التدريبية إلى تحديد نوع القدرات والمهارات التي يتطلب اكتسابها أو تطويرها، من أجل تحسين الأداء في بيئة العمل، وتحديد الفجوة بين تدريب العاملين واحتياجات التدريب، كما يهدف تحليل الاحتياجات التدريبية إلى توفير بيانات تساعد على تصميم محتوى البرامج التدريبية، والوسائل التي تستخدم في التدريب، وأهداف البرامج التدريبية، والتحديد المسبق للمهارات المطلوبة لتأدية مهام العمل بكفاءة وفاعلية، وتقييم مستوى المهارات الحالية للعاملين، وتحديد الفجوة التدريبية التي تعرف بأنها الفرق بين المهارات المطلوبة لتأدية مهام العمل ومجموعة المهارات الحالية لدى العامل، وذلك لأي عضو من العاملين بالجهة في كافة التخصصات والمستويات الإدارية.
ويتم تحليل الاحتياجات التدريبية من خلال نماذج مصممة، للتعرف على جوانب القصور والضعف في العاملين المستهدفين من التدريب، أو من خلال المقابلات والاختبارات، ومراجعة تقارير العمل السابقة فيما يتعلق بأداء العاملين، ويتضح مما سبق مدى أهمية تحليل الاحتياجات التدريبية في أي جهة أعمال في قياس فجوة التدريب والعمل على تضييق هذه الفجوة، بل والغائها تماماً ، بحيث تصبح المهارات المطلوبة لتأدية مهام العمل تعادل المهارات الحالية التي يمتلكها العامل أوالموظف بأي جهة أياً كانت درجته الوظيفية ومستواه الإداري ومسمى وظيفته.
وأعتقد أن تحليل الاحتياجات التدريبية يساهم في تحقيق الإبداع لدى العاملين وسرعة التغيير، وتضييق فجوة التدريب، والمساهمة في تحسين أداء العاملين، وتنمية مهاراتهم، واكسابهم مهارات جديدة لصالح العمل بالجهة التي يعملون بها، وأرى أنه يوجد قصور لدى العديد من الشركات والمؤسسات والهيئات على اختلاف أنواعها في إجراء عملية تحليل الاحتياجات التدريبية وفقاً للأسس العلمية، الأمر الذي يخفض من قيمة التدريب، ويؤثر سلبياً على جهة العمل. كما أرى أنه يجب على كل جهات الأعمال الاهتمام بتحليل الاحتياجات التدريبية للعاملين بها، واستخدام الأسس العلمية في إجراء هذا التحليل، وأن يتميز التحليل بالموضوعية والنزاهة والحياد ، ودراسة متأنية من واقع العمل لكل عامل أو موظف، لضمان كفاءة وفاعلية التدريب في جهات الأعمال على اختلاف أنواعها.