شريف سمير يكتب .. عجائب كورونا السبعة (٥)
العجيبة الخامسة .. سلال الغذاء فى “اليونان الحكيمة”!
الإنسان الذكى هو الذى يتعلم الدرس من المحنة، ويصنع منها المنحة .. وتجربة الأزمة المالية العنيفة التى عصفت بأوروبا فى عام ٢٠٠٩ أجبرت دولة عريقة كاليونان على إجراءات تقشف قاسية، تلتها موجات من الفقر والكساد والصبر على المكاره .. وجاءت جائحة كورونا لتستفيد أثينا من “مناعة” الفيروس الاقتصادى العالمى، وامتاز “مصل” الوقاية بوصوله إلى ميلينا تابرانتزى إحدى رائدات الأعمال اليونانية ،حيث اكتسبت خبرة بالأزمات الاقتصادية أكثر من أى أحد، وقررت تكريس عملها لتلبية الاحتياجات الاجتماعية لمن ضربهم إعصار الوباء .. وأنشأت ميلينا مؤسستها الإنسانية (Wise Greece) أو “اليونان الحكيمة”، لتتولى المؤسسة مهمة ربط صغار منتجى المواد الغذائية بالمحتاجين لتقديم سلة وزنها ٦ كيلوجرامات من الأغذية والمستلزمات الأساسية.
وسارعت المؤسسة بالدخول فى شراكة مع كيانات متعددة الجنسيات لتقديم هذه السلال لا إلى المحتاجين وحدهم، وإنما أيضا إلى كبار السن والفئات الأولى بالرعاية ممن لايستطيعون مغادرة منازلهم .. ومنذ عام ٢٠١٣، ساهمت “اليونان الحكيمة” فى تقديم نحو ٥٠ طنا من المواد الغذائية، وأثناء الجائحة فقط، قدَّمت ما لايقل عن ٦ أطنان من الطعام إلى المجتمعات المحلية الفقيرة.
وبمرور الوقت، انتشرت منتجات المؤسسة الغذائية ليستمتع بها آلاف المسافرين أثناء إبحارهم فى الجزر اليونانية مثل الملح والعسل والشاى وزيت الزيتون .. وجرى تخزين المنتجات فى السفن الصغيرة مما انعكس على زيادة إيرادات “Wise Greece”، وصار الوضع أداة تسويق رائعة لترويج منتجاتها عالميا لتجتاح دول الجوار كالسويد والمملكة المتحدة .. وتحولت قافلة العطاء الغذائى إلى مشروع ربحى بامتياز يدر عوائد تجارية ضخمة وأرباحا إنسانية أكثر ضخامة وأعظم فائدة!.