كريستين يني تكتب.. فرصة سعيدة
كريستين يني |
ربما رنَّت نغمات هذه الحروف البسيطة كثيراً في أذنينا في العديد من المواقف في حياِتنا. فهاتان كلمتان بسيطتان في عددهما ولكنهما يعنيان الكثير في مختلف المواقف.
فيمكن أن تتبادل هذه الحروف كنوعٍ من المجاملة، حينما تلتقي بشخصٍ لأولِ مرةٍ سواء في مناسبة عمل، أو أيةِ مناسبة مُفرِحة، في الوقت الذي يمكن أن تتبادلها مع شخصٍ تعرفهُ جيدًا، وتفرح بلقائهِ في نفس المكان الذي يجمعكما.
الفرصة السعيدة أيضًا هي مشاعر جميلة يشعر بها البعض حينما يتم قبولهم في مقابلةِ عمل، أو حينما يلتقي شخصُ بآخر ليصبح صديق عمرهُ فيما بعد، أو يلتقي ثنائي ليتفقا ويصبحان زوجًا وزوجة لنهايةِ العمر.
الفرصة السعيدة يغتنمها الطالب الذكيّ، الذي يستطيع أن يُديرَ وقتهُ، كي ما يُحصِّل دروسه، ويذاكرها في الوقت الصحيح ويحصُل على درجاتٍ متفوقة.
الفرصة السعيدة قد تأتِ أيضًا دون ترتيب لتنجي أشخاصًا من الموت مثل: إلغاء حكم إعدام لوجود دليل مُنصف لم يكن موجودًا منذُ بداية المحاكمة، أو نجاة أشخاص من زلازل أوغرق أو حريق. أو لتنجي أشخاصًا من المرض، حينما يوجد دواء لم يكن متوفرًا من قبل، أو حينما يتفاعل جسم المريض مع طريقة علاجٍ أفضل.
إذن.. نستطيع أن نقول أن الفرصة السعيدة يمكن أن تكون بترتيب مُسبَق، ويمكن أن يحصُل عليها الشخص دون ترتيب. ولكن لا نستطيع أن نسميها ضربة حظ مثلما يعتقد البعض.
الفرصة السعيدة لا يعني وجودها فقط في المناسبات السعيدة، فيمكن أن تكون مناسبة حزينة أو ليست متوافقة مع رغباتِك ويفتح لك الخالق فرصة جديدة وسط هذه المناسبة، وعلى سبيلِ المثال: يمكن أن تُغلَق أبواب سفرٍ أو هجرة كنت ترتب لها منذُ وقتٍ طويل وتشعرُ بخيبةِ أملٍ ليست بقليلة، لأنك تعبت كثيرًا في الترتيبات التي قمت بها، وتُفاجأ بفرصةِ عملٍ مُجزية داخل وطنك ما كنتَ تتخيل أنك كنت تحصُل عليها أبدًا لتغير مسار حياتك تماماً دون أن تتغرَّب، أو أن يحزن طالب ثانوية عامة لعدم التحاقهِ بالكلية التي كان يتمناها، ليجد أن تحصيلهُ في الكلية الأخرى، وفرصة العمل له بعد هذه الكلية، كانت جيدة جدًا، ومتماشية مع طموحاتهُ.
الفرصة السعيدة ممكن أن تأتِ لشخصٍ كان بعيدًا عن الله تماماً في كلِ تعاملاتهِ ولا يُبالِ لذلك، وبمجرد وجودهُ في مكانٍ ما أو حديثهُ مع شخصٍ بسيط تغيَّر مسار تفكيره للنقيض.
كما أن الفرصة السعيدة هي الفرصة التي توافرت لك باستمرار، كي ترتب وجودك مع أحبائك و عائلتك وأولادك، هي أيضاً الفرصة التي تتوافر، كي ما تستطيع الجلوس مع نفسك التي هي لديها حق عليك، وهي الفرصة التي استطعت أن تغتنمها بجلوسِك مع خالقك.
الفرصة السعيدة، هي التي عرفت أن تدبرها لتُصلِح مشكلةٍ ما في الوقت المناسب، وهي الفرصة التي ساعدك فيها حتى أشخاص لم تكن تعرفهم من قبل، في حل أزمةٍ ما.
فالفرصة السعيدة تأتي حينما يغفر لك خالقك ذنوبك، أو يسامحك الأشخاص الذين أسأت إليهم.
الفرصة السعيدة هي الفرصة التي يسمح لنا الله فيها أن نستيقظ بفرصٍ جديدة في كلِ يومٍ جديد، وعمر جديد، وهي الفرصة التي نغتنمها لشكرهِ، والامتنان لكلِ مَن أحبنا ودعمنا، وهي التي يتمناها كلٌ منا لكلِ عزيز عليهِ، سواء في هذا العالم، أو بعد رحيلهِ من هذا العالم.
الفرصة السعيدة قد لا تأتي أكثر من مرةٍ في بعض الأحيان، ولكنها حينما تأتي، فعلينا أن نكون متيقظين لاغتنامها بقدر الإمكان.. إذن فرصة سعيدة.