نزهة الإدريسي تكتب .. عثمان شاب مصري يضرب بريشته الألواح لتشق أمامه مسالك جديدة للأمل
من أرض الصعيد واكنافها وفيافيها انطلق شعاع اكبر حضارة على وجه الأرض .. صاغتها انامل واذرع المصري القديم بل و وجدانه الذي اوفى لمعتقد الإبداع الذي بلغ فيه حد العبادة !!
من شموخ المسلات العالية. ومن صلابة التماثيل التي تحدت عوادي الزمان.. ومن تلك الرهبة التي مازالت تكتنف المعابد.. ينطلق الفنان عثمان رأفت ، بريشته المبدعة وانامله التي ورثت عن اسلافه الفراعنة مغازلة الألوان و مداعبة الطمي و تشكيل الصخر.. ليواصل الحكاية…
عثمان شاب من أبناء قرية الكرم بصعيد مصر من نبت التربة السمراء التي شكلت اعظم حضارة على مدى التاريخ عشق الحياة ولم تقف وحشتها أمام وهج فنه الذي أضاء له دروب الحياة …يضرب بريشته الألواح لتشق امامه مسالك جديدة للأمل وفضاءات أوسع للأحلام .. كل لوحة يرسمها او منحوته يشكلها الا وعكست فكرة او نظرة تحمل الف عبرة.. فرشاته ترسم وروحه تخترق الخطوط والألوان لتضع فيها ما جاش بخاطره من افكار واحلام و حتى المشاعر..
هذا ما يمتاز به رسم عثمان. انه رسم المشاعر.. وهذه هي القمة التي يمكن ان يصلها اي فنان.. فعندما نصل الى مرحلة رسم وتشكيل المشاعر ونضعها امام الأعين فقد بلغنا حد التجاوب مع الحياة والناس وهزمنا الكلمات التي تتمرد علينا حين نحتاج ..
عثمان لم تصله بعد أضواء الكاميرات العمياء التي تقذفنا كل يوم بوابل من القبح والتفاهة الا من رحم ربك.. لكنه ينحت في الصخر الصلب نفقا ليخرج الفن والابداع الأصيل من غياهب الجب للنور، ويرسم له فجرا جديدا يملأ الكون ضياء و جمالا.