آراء حرة

د.رانيا فتيح تكتب.. دخل سارقاً وخرج أمیراً

 





لمن يا ترى .. لمن سأزوج ابنتي الوحيدة ؟ .

في كل ليلة كان الملك يجلس على عرشه يحدث نفسه و يفكر بصمت .. بمستقبل إبنته وبالشاب المناسب الذي سيختاره ليكون صهره العزيز ..


،، وفي ليلة ، نادی وزیره وطلب منه الذهاب لیلاً الی المسجد ليبحث ما اذا كان هناك شابٌ قد فضّل الدعاء والمناجاة على النوم .


# لسوء الحظ وفي هذه الليلة تحديداً ، قرر لصٌ الدخول للمسجد ليسرق ما يمكنه سرقته .. فوصل قبل الوزير وجنوده .. 


– رأی اللصُّ البابَ مقفلاً لكنه استطاع ان يتسلق الجدران ويقفز لداخل المسجد .. وفي اثناء بحثه عن شيئ ثمينٍ يستفيد منه ، سمع صوتاً وكأن أحداً يفتحُ الباب .. تحیّر حینها ولم يجد حلاً إلا ان يمثّل أنه يصلي .. 


– وصل الجنود ووجدوا الباب مقفلاً ففتحوه .. وكانت الصدمة ان وجدوا شخصاً يصلي …

 فقال الوزير : *سبحان الله لشدة شوقه للصلاة ، لعله عندما وجد الباب مقفلاً تسلق الجدران . ودخل .. أحضروه عندما ينتهي من صلاته ..

و اللص من شدة الخوف كان ينتهي من صلاةٍ ويبدأ بالأخرى، والجنود ینظرون الیه ويتعجبون من تقواه وتعبده .. إلى أن أمرهم الوزير أن ينتظروا لانتهائه من الصلاة ويمسكوا بيده قبل البدء بركعات اخرى .. وهذا ما حصل ، فأحضروه معهم لقصر الملك …   


_ وبعد ان سمع الملك منهم عن صلواته ومناجاته المتواصلة .. قال له : *لعلك الشخص الذي ابحث عنه منذ مدة ، ولتقواك وإيمانك سأزوجك ابنتي الوحيدة لتصبح أميراً ..* 


_ بُهِت الشاب وكأنه لا يصدق ما تسمعه اذناه .. أنزل رأسه خجلاً وقال في نفسه : *إلهي جعلتني أمیراً و زوجتني ابنة الملک لصلاة مزيفة تصنعتها .. فكيف كانت هديتك لو أني عبدتك حق عباده

وصليت لك من قلبي

وناجيتك بدموع عيني

إنه كرم الله وحسن تدبيره لخلقه

يعطي لمن يشاء بغير حساب وبدون موعد

وليس هناك من صدفه ولكنه تدبير الإله


 *الصلاة حياة القلوب وعافيتها ومفتاح الخير والرزق والبركة والسعادة .*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى