دكتور أحمد ماهر أبو جبل يكتب.. «بوتين والناتو» من سينتصر فى جولة ربيع 2023؟ «الجزء الأول»
ينشر موقع هارمونى توب إيجيبت، دراسة للخبير السياسى دكتور أحمد ماهر أبو جبل بعنوان بوتين والناتو.. من سينتصر فى جولة ربيع 2023؟ من خلال حلقات متتابعة، نرصدها فى السطور التالية.
مع اقتراب الغزو الروسي لأوكرانيا من عامه الأول في 24 فبراير 2023، اصبحت نظرة كل طرف من أطراف الصراع مختلفة، رغم ثبات الأهداف للطرفين .
فبعد أن كان هم الرئيس بوتين الأول هو إنهاء الغزو لأوكرانيا بحرب خاطفة لا تتعدى الأيام، بهدف نزع أوكرانيا من تبعية مستقبلية للناتو، وجعلها دولة على الحياد، ولكن في فلك روسيا، وبالتالي نزع أسلحتها ومنع التسليح الغربي من الوصول إلى أيدي جيشها، والضغط على الناتو ليعودوا في تموضعهم العسكري بعيدا عن دول شرق أوروبا.
وبعد أن ظن الغرب أن خسائر الروس في الحرب في أكتوبر ونوفمبر الماضي وانسحابهم من كييف، وخاركيف و محيطهما، وكذلك غرب خيرسون جنوبا، هو نهاية للغزو الروسي لأوكرانيا، وقبول روسيا لشروطهم التي ستكون حتما قاسية على روسيا، إلا أن الحرب لم تحقق للطرفين أهدافهما، ولكن إلى أين تتجه بوصلة النصر؟
بوتين و هجوم الربيع الكاسح لاستعادة الزخم
مع اقتراب ربيع 2023 أصبح للطرفين أهدافهما
بات الروس مصممين على تحقيق انتصارات على جبهات القتال الأوكرانية، في هذا الربيع في معارك هي الأكثر دموية إلى حد كبير منذ بدء الحرب بعد أن حشدوا لتلك المعركة أكثر من 300 ألف مقاتل روسي آخرين، لتحقيق ما تبقي من بنك الأهداف الروسية، ولتفادي غضب الشعب الروسي من أداء الجيش الروسي في المعارك ولرفع الروح المعنوية للشعب والقوات المقاتلة.
ولتحقيق التغيير الجذري في إدارة المعارك، عين الرئيس بوتين رئيس أركان القوات المسلحة لروسيا، الجنرال فاليري غيراسيموف، “قائدا لمجموعة القوات المشتركة” المنتشرة في أوكرانيا، لاستعادة الزخم و تحقيق انتصار روسي كبير في ذلك الربيع وأدخل مجموعة فاغنر الخاصة الروسية والمحترفة في معارك بهذا الشكل والقتال داخل المدن والذي يحقق خسائر كبيرة للجيوش النظامية.
وتحت وطأة الضربات الروسية على البنية التحتية الاوكرانية ومحطات الطاقة بها في كييف وخاركيف وأوديسا و زابوريجيا وودينيبر و بيتروفيسك بالطائرات المسيرة “شاهد” الإيرانية و صواريخ كروز التي مرت من البارجات الروسية في البحر الأسود عبر أجواء مولدوفا لإرسال رسالة تهديد لها هي الأخرى حتى لا تفكر في الانضمام للناتو أسوة بجارتها أوكرانيا.
مهد الروس لهجومهم الواسع النطاق بالسيطرة على مدينة سوليدار، أولا بواسطة مجموعة فاجنر الروسية، والقرى المتاخمة لها، ومنها قرية “غريانيكوفكا” بمنطقة “خاركيف” والتي تقع شمال مدينة باخموت (و هي الهدف الرئيسي للروس الآن) بالدبابات وضربات المدفعية والمورتر، وإن كانت القوات الروسية ومجموعة فاجنر قد تكبدت خسائر كبيرة في القوات لتحقيق ذلك.