الحكم المسبق على مظهر المرأة (يكفي شكوكا)
هل شكلها الظاهري ومدى انعكاس ذلك على أخلاقياتها وعلى مسارها في الحياة فجاء من أصر على أن يستخدم الحكم الأخلاقي عليها وتقييمها من خلال شكلها الظاهري.. كيف تتحدث؟ ومتى تتصرف؟ وماهي طريقة ارتداء حجابها؟ ام غير محجبة..
ثم كيف يمكن أن تمثل نفسها كأنثى؟ وبقيت في محيط الاتهام ..غالبا حتى تثبت براءتها وتستطيع أن تنتزع الاحترام والثقة من مجتمع مازال يصر غالباً على أن الظاهر هو الأساس الذي يمكن أن يحكم فيه على الأشخاص من خلاله..
هل يجوز أن نطلق الأحكام الأخلاقية على المرأة دون دليل؟ أم أن الحكم المسبق على المرأة معيار لثقافة مازالت موجودة
من الصعب أن يكون هناك أحكام لأن ذلك يدخل في القذف وهو محرم شرعا وليس سهلا أن يتجرأ شخص على الحديث تجاه امرأة بسهولة من حيث الأخلاق والاستقامة مبينا أن المرأة العاملة هي التي تتعرض للخروج بكثرة والاحتكاك وتحظى باحترام كبير من قبل غالبية ومن الصعب ربط ذلك بالخلق فلابد أن يكون الحكم منطقيا مشيرا إلى أن بعض النساء يبدو ظاهرهن موحيا أنهن ملتزمات أخلاقيا وهن عكس ذلك والعكس صحيح وذلك يتطلب أن لا نصدر أحكاما مسبقة على الأشخاص. أن المرأة العاملة هي التي تتعرض للخروج بكثرة والاحتكاك وتحظى باحترام كبير من قبل غالبية المجتمع وهو احترام ينعكس حتى على أسرتها وربما تنتقد المرأة التي تختلط بالرجال كثيرا حيث إن المجتمع ينتقد ذلك الاختلاط ويحتاج إلى شيء من التوعية فالكثير من الشباب يرفضون الزواج من الفتاة التي تختلط في مجال عملها بالرجل وذلك يدل على أن هناك نظرة مسبقة لذلك الوضع إذ إن التقاليد تنعكس على هذا الوضع فتحدث النظرة السلبية.
لم تثبت فقط مدى حرصها على المشاركة ببناء الأسرة والمجتمع وعدم الاكتفاء بالفرجة من بعيد بل
إنها ذهبت إلى أبعد من ذلك حين حققت انتصارات علمية أدهشت العالم فالتثبت وحسن الظن من مشاعل النبوة التي يجب الاقتداء بها والأحكام المسبقة حين تنتشر في مجتمع ما…فانها تهدد مستقبله وانتاجية أفراده وتشيع البغضاء وسوء الظن وتشتت انتباه أبنائه عن التنمية والخطط المستقبلية الفاعلة وتبعثر جهودهم في جدال عقيم لا فائدة ترجى منه.
الوعي والثقة واحترام الآخر ما يميز حضور المرأة في الأماكن العامة ( أن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم )..
إن الحكم الصادق على أي كان رجلا أو امرأة لابد أن يكون من خلال عمل وسلوك شخصي وليس من العدل إطلاق أحكام جازمة يتفاوت المجتمع في قبولها ورفضها..
على الإنسان الذي يرغب في محاكمة الآخرين والحكم على المرأة من خلال الظاهر.. عليه العودة إلى النفس اولا …
الدين معاملة …وليس بالمظهر .
د. صافيناز قنديل
خبيرة في شؤون الأسرة
مؤسس حملة ايدي في ايدك نبني بلدنا