آراء حرة

الاستاذ الدكتور / صلاح سلام يكتب.. من قتل اسمهان؟

 



ولدت امال الاطرش على متن سفينة يونانية في عرض البحر وماتت في احد فروع النيل.. وكان والدها احد زعماء جبل الدروز.. سورية الجنسية جدها سلطان باشا الاطرش الذي قاد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي وامها لبنانية “علياء المنذر”والتي غادرت إلى مصر بعد وفاة زوجها ١٩٢٤ ومعها الابن الأكبر فؤاد وفريد وامال وسكنت في حي الفجالة وعملت في الاديرة … وسماها الموسيقار داود حسني اسمهان للشبه الشديد في الصوت والشكل لفتاة كان يدربها وماتت صغيرة وكانت تغني في الأفراح بصحبة والدتها اغاني ام كلثوم وعبد الوهاب وعاشت حياة قصيرة جدا ٣٤ عاما فقط…تزوجت ١٩٣٤ من ابن عمها الامير حسن الاطرش وعاشت اميرة الجبل ٦ سنوات وانجبت كاميليا ولكنها تركت كل هذا وعادت إلى مصر وتعرفت على المخرج احمد بدرخان الذي اخرج اول افلامها انتصار الشباب وتزوجها على أمل أن تستعيد الجنسية المصرية التي فقدتها ولم يدم الزواج طويلا…. ونجح فيلمها الأول فاخرج لها يوسف بك وهبي غرام وانتقام ثاني واخر افلامها الذي لم تكمله واضطر لتعديل السيناريو وكان من بطولته وأنور وجدي وبشارة واكيم وتعرفت على الدون جوان احمد سالم الطيار الذي تعلم في انجلترا وعاد بطائرته وقد كان متعدد المواهب وصديق الملك فاروق واول من قال هنا القاهرة في الإذاعة المصرية ١٩٣٤ واختاره طلعت حرب لتأسيس ستوديو مصر وكان اول مديرا له وانتج فيلم وداد لام كلثوم…وكان يحبها بجنون ويغار عليها لدرجة انه اطلق عليها الرصاص يوما ما ولكنها لم تصب…امتلكت صوتا نادرا..شاركت بصوتها في فيلم يوم سعيد لعبد الوهاب أوبريت مجنون ليلى..ومحلاها عيشة الفلاح وليت للبراق عينا في ليلى بنت الصحراء من ألحانه… ومن ألحان أخيها فريد ليالي الأنس في فينا..وانا أهوى.. ولرياض السنباطي يالعينيك وايها النائم وللقصبجي ياطيور واسقينيها وكلمة يانور العين وامتى هتعرف وانا اللي استاهل كل اللي يجرالي..واشتهرت لها يابدع الورد وياحبيبي تعالى الحقني أيضا…اثيرت اشاعات عن علاقتها باحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي والذي كانت تربطه علاقة غرامية بالملكة نظلة ام الملك فاروق… حاول محمد التابعي وهو فتى الصحافة الأول كتابة قصتها حيث كان يعرفها قبل زواجها من ابن عمها وكان في البداية يقول انها صوت نحيل لشئ صغير مسكين يبعث الرحمة في الصدور ولايراها جميلة ولكنها جذابة ففمها أوسع ممايجب ووجهها مستطيل وانفها طويل قليلا..ولكن عينيها كانت كل شئ ففيهما السر والسحر والزرقة والاهداب الطويلة التي تشتبك من فرط طولها..واكيد كان ذلك قبل اختراع الرموش الصناعية….حاول التابعي كتابة قصتها بعد وفاتها ١٩٤٤ ولكنه تلقى تهديد بالقتل فقد كانت له معها صولات وجولات… وكانت تفضل دائما قضاء اجازتها في رأس البر و تمر بجوار الرياح في مدينة طلخا وهناك لاقت ربها مع صديقتها ماري قلادة..ونجا السائق واختفى…وقيل أن الحادثة سجلت قضاء وقدر..ولكن أصابع الاتهام توجهت اولا إلى المخابرات البريطانية حيث كانت لها علاقة بهم واتفاقات بين رجال جبل الدروز لدحر المحتل الفرنسي بواسطتها…واصابع تشير إلى الملكة نظلي…واخرى اشارت إلى أخيها الأكبر فؤاد والذي كان غير راضيا عن تصرفاتها ..ولم تستبعد التكهنات زوجها الغيور احمد سالم فهو نفسه حاول الانتحار اربع مرات…واضعف الروايات كانت 

غيرة ام كلثوم ولم يكن هذا الفرض مقنعا حيث كانت الساحة بها منيرة المهدية وفتحية احمد ونجاة علي وغيرهم ولم تكن ام كلثوم وقتها لها هذه القوة والسطوة وكانت تجمعها بها صداقة ومودة ولم يثار هذا الامر في حينه ولكن بعد سنوات طويلة من وفاتها وتألمت ام كلثوم كثيرا لما اشاعه البعض…على اي حال كان هناك سر وكان يمكن فك طلاسمه لو تم استجواب السائق الذي اختفى واكيد بفعل فاعل له قوة وجبروت وعليك أن تستنج من هو ؟ وربما يكون كل ذلك من باب سوء الظن

أ.دصلاح سلام 

استاذ بكلية الطب /عضو المجلس القومي لحقوق الانسان سابقا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى