الأستاذة / اسراء الحصافي تكتب.. طيب القلوب
طيب القلوب هي كسوة من عند الله تزينت بها بعض القلوب عن غيرها,كثيرون يعتقدون أن طيب القلوب هو نوع من أنواع الغباء والسذاجه وضيق الأفق وأنها ذات انعكاس سلبي علي صاحبها.
لا أري سوي أن أشفق علي صاحب هذا المنطق, فطيب القلب يحمل قلبا صافيا له رذاذ ذو رائحة عطرة يفوح وينتشر في كل مكان يتواجد فيه.
يظهر صاحب القلب الطيب مافي نفسه ولايخفي شيئا منها وهذا ما يجعله متميز عن غيره,فكفاه أنه لا يكن الحقد وسوء الظن بالآخرين.
لا يمكن لأي شخص أن يتصنع طيبة القلب وان تصنعها الآن في ظاهره فلن يقدر علي اخفاء باطنه طويلا.
فلا تكن سلبيا تجاه نفسك كونك طيب القلب ولا أجد سبب لاخفاء طيب النفس فلتخبر نفسك دائما بهذا الحديث ” حرم علي النار كل هين لين سهل قريب من الناس” فاياك والاستهانه بتلك الصفة التي تميزك عن غيرك بل وتفاخر بها.
والحقيقة هي أن الطيبة ليست ضعف شخصية، بل هي من الأخلاق الراقية وهي تزيد صاحبها سمواً وجمالاً روحياً، وليس من المعيب أن يمتلك الإنسان الطيبة بل العيب في من لا يُقدّر هذه الطيبة ويعطيها حقها في التعامل بالمثل.
كن طيب القلب تحبك القلوب وترتاح اليك ” فالماء يطفئ النار كذلك الكلمة الطيبة تطفئ الغضب” فما بالك أن تكون أنت من أطفئها
واياك والالتفاف لتلك المقوله ( الطيبة غباءا والخبث ذكاءا), بل استبدلها بأن تكون نقي القلب حسن السريرة ,حسن الظن بالناس, فلأن تكن مقبولا عند الله خيرا لك من مائة وسام من أوسمة المكر والخبث.
صاحب القلب الطيب أكثر شخص ترتاح بالحديث اليه تشتاق الي رؤياه تزيل عبئ التكلف معه تري طبيعتك معه هو أكثر شخص لا تجد تكلفا في الحديث اليه ,فلا يخدعك قول أن القوة بجفاء القلوب فوالله ما رأيت أفضل من لين القلوب ولطفها.
فلتظهر طيب قلبك وكن فخورا أن الله ميزك عن غيرك بصفة طيبة كتلك التي لا يحملها سوي من يعرف قيمتها ومن يعمل بها , عش بين الناس جابرا للقلوب وستري بهجة قلبك أنت بما فعلته وان رأيت في أحد استغلالا لطيبك فلا تبتئس فالحق أنك أنت من يجب عليه أن يشفق عليه.
طيب النفوس هو النعيم الحقيقي هو رزق من عند الله فأحسن استخدامها
فالطيبة وسام تفاخر بامتلاكه ,سر بين الناس جابرا للقلوب وستجني ثمار ما فعلت بل وأكثر.
،