عبير حلمي

دكتورة عبير حلمي تكتب.. العولمة يا صديقي

العولمة يا صديقي

تحديات كبرى تواجه العالم بسبب العولمة وعصر السرعة وكثرة استخدام التكنولوجيا . تراجع الصديق وأقصد ما أقول بالفعل تراجع سوق الصديق وهو الكتاب للأسف . الصديق الأمين منْ يَحمل في طياته عبق رائحتي . منْ يحمل في طياته عبق التاريخ والزمان . هذا البنك الذي يضخ بكثير من الأفكار و المعلومات في مختلف التعاملات الأدبية و الثقافية و التاريخية و العلمية ……الخ . لبناء عقل سليم قادر على اكتساب الخبرات و تطويرها بشكل أعمق . هذا الكتاب الذي يحمل في طياته القصص و الحكايات والأفكار والخيال، والإبداع والرأي والرأي الآخر أيضًا . منْ يحمل في طياته الخلود وسرّ الوجود . منْ يحمل لي ولكافة الأجيال السابقة والقادمة ، العلم والثقافة والحضارة .فالكتاب بالفعل هو من يجعلني أغنى البشر على وجه الأرض بكنوزه العظيمة. فلماذا تراجعت يا صديقي؟!!!

بالفعل تراجع سوق الكتاب دون رغبةٍ منه أو مني وإنما للأسباب التالية: بسبب العولمة وتوفير العمالة وخلافه فأصبح من السهل جدا أن يكون على صفحات النت بمختلف المواقع و البرامج . فأصبح الكتاب الرقمي أفضل وأوفر من الطباعة ، من وجهة نظر البعض بالتغاضي عن الفائدة الجوهرية للكتاب المطبوع ومؤثراته الصحية عن استخدام الكمبيوتر والتليفون المحمول . وبسبب الاعتقاد الخاطئ ….أنه في عصر السرعة ما قل ودل في مشاهدة فيديو لمدة دقائق يحتوي قصة جيل بحاله وهو المطلوب؟!

والسؤال هنا هل هذا يفي بالغرض الحقيقي من الكتاب؟

 وهل يفي بغرض الكاتب والمدونات الممتعة للتاريخ والعلم والأدب بكافة التفاصيل؟

وهل أي محاكاة ستكون عوضًا بالفعل عن الكتاب ؟

وهل نكتفي بالثقافة المسموعة أكثر من المقروءة في يومٍ ما ؟

 أم سيظل الكتاب هو الصديق الحقيقي فعلا . 

 وهذه هي الحقيقة لي و لبعض من الناس والعلماء والمثقفين والمبدعين ولا غنى عنه مهما حصل أن يكون مجرد ملف وورد على الكمبيوتر أو التليفون ؟

هل نستغنى عن الكتاب المطبوع الذي يحمل الذكرى الخالدة لكل مجريات الحياة ؟

أشك في ذلك…. فما زال هناك عشاق للكتاب والمجلات والجرائد الورقية ولا غنى عنها بوسائل التكنولوجيا في العصر الحديث ، ما زال هناك عشق لروائح الكتب العتيقة و القصص و الروايات القديمة التي تذكرنا بالماضي الجميل . ما أجمل أن تتصفح بين يديّك سطور الفن و التاريخ و الأدب و العلم و ما تحملها من إبداعات في شتى المجالات . وأدعو الجميع الحفاظ على الكتاب الورقي بالمكتبات العامة والخاصة . كما كان بالفعل مصدر لثقافة الشعوب وحضارتها ومنبر للعلم بكافة المجالات ، فهو الصديق الأمين ولا يصح أن ينتقص منه بدعوته كتحفة في المنازل لتزيين المكاتب والمكتبات، بل هو منبر ومصدر ( العلم والتّعلُم ). يجب أن نوجه اهتمامنا لأولادنا بأكثر من ذلك ، دعوة للتوازن بين التكنولوجيا من( برامج والالعاب وتعلم لغات ونشر مواهب….الخ ) وبين الاطلاع والقراءة والتشجيع أيضًا على الكتابة لينتج عن ذلك جيلا من العلماء والأدباء والمفكرين والمبدعين …. إلخ

فهو دور كل أم وأب 

دور كل جد وجدة

دور كل معلم ومعلمة

دور كل كاتب وكاتبة 

كيف نحبب أبناءنا في الكتاب الورقي المطبوع بأنه (خير صديق) في جميع الظروف ، فهو لم يخذلك يومًا ولن يخذلك أبدًا ………فهو الصديق الأمين حقًا ولا غنى عنه لكل من هو طالب العلم ومتعة . القراءة .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى