جعلتنا غريزتنا أنا وهن ننتمي إلى صديقة موحدة ورسمية لنا فقط. لكل منا سرها الذي لا يكون البوح به إلا أمامها ؛ لذا فقد ملكت خضوع الجميع لها ، وولاء كل الباحثات من خلالها عن الجمال.كلما زاد الخضوع والولاء كلما أغدقت على عبيدها من جاذبية زئبقية.أما أنا فلقد أحضرتها وأجلستها بين أصابعي وأخذت أروي لها ما حدث، وأبث ما ضاقت به صدور من حولي وأنا على يقين بأنها ستسعني وتحمله عني . إلى أن وصلت لقولي:
” … فالجمال يا عزيزتي جمال الجوهر وبأعماقي حب وبأحداقي حب ؛ فانظري :أأشتري بنقودي أوراقا؟ ليزيد الرصيد بالأعماق أم أقتني مساحيق لأبرز مفاتني وأخفي ما رفضت إظهاره و …… “
وفجأة أيقظني من حيرتي صوت انفجار وإذا بصديقتي تتهشم في يدي . لماذا تكسرت صديقتي؟
كلما حاولت اقتنائها من جديد وجدتها ما أن تراني تذوب بين أصابعي وتصير فتافيت.وظل عالق في ذهني سؤال لماذا تتهرب مني؟ ألعجزي عن الاحتفاظ بها؟ أم أني لم أحسن الاعتناء بها؟…!!
