قطع عهدا على نفسه أن يذهب له قبل أي أحد، يفصله عن بيته سنوات كثيرة، ورحلات طويلة نجاحات واخفاقات، دموع وابتسامات، لكن عدو الزمن نحت تجاعيده على الوجه الصبوح دون أن ينهب العقل عقله، رش الشيب بذوره على طريق املس إلا من خصيلات قليلة فاختلط لونه الأبيض بسواد باهت ينحدر إلى زجاج النظارة الطبية، ارتعشت يداه قبل أن يقرع بزمانه على طبلته الحديثة؛ فقد كان معلمه بالمدرسة الابتدائية وهو من اعتاد الطرق بعصاه قبل بداية الدرس.