زينة عبدالقادر تكتب.. هل التنمر أصبح أسلوب حياة ؟!
لماذا أصبح التنمر اسلوب حياه بعض الناس في كل تصرفاتهم وانتشر هذا السلوك بشكل كبير في الآونة الأخيرة ،ومن أين جاء كل هذا الغضب في مجتمعاتنا ،وأصبحت كلمة تنمر هو سلوك وطريقة يتبعها البعض لفرض سيطرتهم علي الاخر، والآخر (المعتدي عليه) الذي لا يقدر علي تحملها بيلجأ إلى العزلة والانطواء والاكتئاب والانتحار.لتعريف كلمة تنمر هي ظاهرة اجتماعية تدل على العنف والسلوك العدواني من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة بصورة مستمرة. ويُقْصَد بها الاعتداء على الآخرين، وإلحاق الضرر والأذى بهم بأي صورة كانت، ويقع ذلك ممن هو أعلى على من هو أدنى؛ سواء كان ذلك الأعلى بدنيًّا، أو اجتماعيًّا، أو رتبةً، أو عُمراً، فتكون الشخصية المعتدية أقوى من المعتدى عليها. ويقال إن مصدر هذه الكلمة (التنمر) من السلوك الشرس لحيوان النمر عند غضبة المستمر وانا لا يملك نفسه عند الغضب، حتى يبلغ من شدة غضبه أن يقتل نفسه. ويُقَسَّم التنمر بحسب الدراسات التي قمت بالبحث عنها إلى أقسام عدة منها
التنمر اللفظي :
الذي يكون عن طريق السب، والشتم، والسخرية، والنبز بالألقاب القبيحة المنفرة، وإطلاق عبارات التهديد والوعيد بإلحاق الضرر في المستقبل، ونحو ذلك مما يسبب الحزن، ويثير الغضب لدى من يتعرض لذلك النوع من التنمر.
والتنمر الجسدي:
وهو ما يكون عن طريق الضرب، والدفع، والمضايقة ونحو ذلك من أنواع الإهانة الجسدية.
ومنه التنمر الاجتماعي :
ويعني التسلط على أحد بالتنفير منه، وعزله، والمناداة بترك صحبته، والتحذير منه؛ ليبقى وحيداً طريداً.
ومنه التنمر الجنسي:
وهو إيذاء الشخص عن طريق إطلاق العبارات الجنسية الجارحة، أو الملامسات غير اللائقة التي تقهر المعتدى عليه، وتودي به إلى القلق.
فلقد نهى الله تبارك وتعالى عن التنمر في عدة مواضع بالقرآن الكريم وذكرت الأحاديث النبوية الشريفة نهي رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم عنه فالله عز وجل بعثه لنا ليتمم مكارم الأخلاق. قال الله تبارك وتعالى : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.
ومن هذه الآيات نجد أن الله عز وجل نهى المسلمين عن السخرية بينهم فلا يحل لمسلم أن يسخر من أخيه المسلم لفقره مثلا او لذنب ارتكبه وأكمل الله تبارك وعلا شأنه أنه لا يجوز أن تذكر أخاك بما يبغضه ويغضبه ( ولا تلمزوا أنفسكم ) وفي قوله ( وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ ) اي ولا تداعوا بالألقاب فلقد نـزلت هذه الآية في قوم كانت لهم أسماء في الجاهلية فلما أسلموا نهوا أن يدعو بعضهم بعضا بما يكره من أسمائه التي كان يدعى بها في الجاهلية. كما قيل أيضا ان معنى ذلك أن الله تبارك وتعالى نهى المسلم مناداة أخيه المسلم بما لا يرضاه مثل يا فاسق او يا كافر او يا منافق…الخ.
فلا تحقر أحدا ، لا في خلقه ولا في ثيابه ولا في كلامه، ولا غير ذلك، فعليك أن تحترمه، وأما احتقاره فإنه حرام
واخيرا ما سبق يدل على تحريم احتقار الإنسان لأخيه الإنسان تحت أي مسمى كالتنمر.