سمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب.. شخصيات مريضة

 

    قد يكتسب الإنسان في مقتبل العمر ، وحياته المبكرة الكثير من السلوكيات منها الجيد واخري سيئة من أجل تحقيق نفس الغرض …. 

وهو حب الظهور ، والتميز ، ولفت الانتباه ، وكلها مكتسبات لتحقيق نفس الغرض 

فمن الممكن ان يتعلم طفل ما الاجتهاد ، أو الترتيب ليكسب اهتمام اهله ، ومن حوله ، وذويه ، وقد يتعلم العكس عندما لا يجد ثوابا على علي هذه السلوكيات الجيدة، 

في حين يحصل على الاهتمام عند فعل الخطأ ، كتكسيره للأشياء ، أو عند اتلافها ، مما يحقق لديه الحاجة للفت النظر ، وقد يؤدي ذلك للي إحساسه بأنه قد حصل مايريد من الاهتمام المطلوب 

نعم … فقد تحقق له هذه السلوكيات الخاطئة الإثابة المرجوة من وجهة نظره ، عندها فقط يتعلم هذا السلوك المزعج لكسب الانتباه 

 وهناك عدة مراحل عمرية مختلفة ومتدرجة ، وقد تتميز مرحلة عمرية ما بسلوكيات معينة تندرج ضمن سمة حب الظهور ، والاستعراض ، كمرحلة المراهقة والشباب مثلاً والتي يعتمد أفرادها السلوكيات المتهورة ، كاستعراض القوة والشجاعة بالتشخيط والتخميس من قبل الفتيان،

 و قد يكون استعراض مفاتن الجسد والجمال بالمكياج الصارخ والتعري السافر لدى شريحة الفتيات . 

 و قد تتراجع ثورة لفت الانتباه والظهورية تدريجياً لدى تلك الفئة الشابة بتقدم العمر ، وبمجرد أن يستقر نظام القيم الاجتماعية لديها بعد أن تجد عوامل استقرارها في دروب الحياة.

 ان ما يميز بعض الشخصيات المريضة بحب الظهور هو استمرار تلك الرغبة الملحة حدا من اجل لفت نظر الآخرين لدرجة انه يصاب صاحبها بحالة من الهوس بإظهار الكبر والاستعلاء ، وحب التسلط ، والإعجاب بالنفس ، والافتخار بها ، وحب الجاه والشهرة ، وحب المدح والرياء.

نعم بل وقد يذهب هذا الشخص لأبعد من ذلك ، انه يتعمد تتبع وتصيد السقطات لغيره من المنافسين الآخرين من أجل التقليل من شأنهم ، كما يشعر بالغيرة الشديدة والضيقة عندما ذكر اي منجزات ، اوإبداعات لهم .

فهو لا يرضى ابدا بذلك ، ان هذا الشخص الأناني تتحكم فيه سلوكياته التي تصل حد الكره لغيره ، ورفض ما قد يحصل عليه الغير من البروز والتميز حتى لا يخفت بريقه ويأفل نجمة ، وتتلاشى نظرات المعجبين من حوله.

ان ما يميز هذه الشخصية المصابة بمرض حب الاستعراض هو عدم قدرة صاحبها الصبر على الاستماع لمقترحات الآخرين ، وعدم تقديره لما يطرحونه من حلول ، مع رفض واضح ودائم للثناء على الآراء الجديدة والمبدعة حتى لو كانت تلك الآراء سديدة ومفيدة له ولعمله.

 يتميز هذا المتملق أيضاً بعدم التراجع عن الخطأ ، وعدم الاعتراف به ، كما يتوق دائماً لتسلق أكتاف الآخرين واستقلال منجزاتهم ولا يتوانى في نسبها إليه ، واضف الي ذلك ايضا انه يتميز باللسان اللاذع وانتقاد المجتهدين دون حرج من كشف حسده لما وصلوا إليه 

الخلاصة 

خللي بالك .. 

تحقق ان كنت من الذين يتميزون بمعظم تلك السمات سالفة الذكر واحمد الله أن لم تكن كذلك 

. أما عن كيفية التخلص من هذه السمة المذمومة فتؤكد الدارسات العلمية أن صاحبها بحاجة لإعادة تأهيل نفسي وسلوكي وروحي حيث تحتاج هذه الشخصية للتدرب على استراتيجية السلوك المضاد ، 

 بمعنى أن يدرب الشخص نفسه على سياسة ضبط النفس بأسلوب نفسي معين لا يسع المجال لمناقشته بحيث يدرب المريض نفسه على قمع رغبته في إلحاق الأذى النفسي بالآخرين ليكسب ودهم بدل حقدهم. 

وأن يدرب نفسه أيضاً على تقبل الرأي الاخر ، وعلى حسن الاستماع ، و إعادة بناء الذات وتهذيبها ، ومقاومة جموحها.

 ولا ننسى دور وأهمية العبادات الروحية وضرورة العودة إلى القيم الدينية والاجتماعية فهي تمثل المخرج الأكيد لمثل هذه السمات المزعجة للآخرين 

ان العودة إلى الله ، ومحاولة تهذيب النفس بالعبادة والدعاء والصبر _ حتى بالنسبة للأشخاص الأسوياء _ هي أحد العوامل الوقائية التي تحول دون وقوع الإنسان فريسة سهلة للامراض النفسية ، والسلوكية ، 

ان الصلاة والدعاء من الأمور التي تبعث الأمل في النفس المريضة وتوفر دعماً معنوياً كبيرا نحن جميعا في حاجة اليه وسط امواج الحياة المتلاطمة ،،،،،،، 

                                           

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى