وأشار التقرير أن أوكرانيا أبلغت المبعوث الصيني للسلام لي هيو، وهو دبلوماسي صيني رفيع المستوى، أنها لن تتنازل عن أي جزء من أراضيها في مقابل السلام مع الجانب الروسي، موضحا أن وزير خارجية أوكرانيا ديمترو كوليبا أخبر المبعوث الصيني خلال لقاء جمع بينهما في العاصمة الأوكرانية كييف أن بلاده لن تقبل أي خطة سلام تعتمد على التخلي عن الأراضي التي بسطت روسيا سيطرتها عليها خلال العملية العسكرية الخاصة التي شنتها موسكو في أوكرانيا العام الماضي.
وقال التقرير إن زيارة المبعوث الصيني لأوكرانيا، والتي تأتي ضمن جولة أوروبية، تهدف إلى إقناع الطرف الأوكراني بقبول الجلوس إلى مائدة المفاوضات مع روسيا للتوصل إلى تسوية سلمية لوضع حد للمواجهات العنيفة والشرسة بين الجانبين.
ولفت التقرير إلى أن المبعوث الصيني هو أول دبلوماسي رفيع المستوى يقوم بزيارة لأوكرانيا منذ نشوب الصراع المسلح مع روسيا منذ ما يقرب من 14 شهرا.
وأشار التقرير إلى أن الصين، والتي تعد من أقرب الأصدقاء لروسيا وتربطها بموسكو علاقات وثيقة، لم تعلن إدانتها للعملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، مضيفا أن كوليبا أخبر المبعوث الصيني أن أي اتفاق سلام يجب أن يعتمد على احترام سيادة الدول ويضمن وحدة أراضيها.
وأوضح وزير خارجية أوكرانيا خلال لقائه مع المبعوث الصيني أن بلاده لن تقبل أي اقتراحات تشمل التخلي عن أراضيها أو تجميد الصراع مع الجانب الروسي على أساس الوضع الراهن، في الوقت الذي أشاد فيه بجهود الوساطة التي تبذلها الصين ولاسيما فيما يخص السلامة النووية واستئناف اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود.
ويتطرق التقرير في هذا السياق إلى الموقف الروسي من اتفاق تصدير الحبوب حيث يشير إلى أن روسيا طالما هددت بالانسحاب من هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه منذ عدة أشهر برعاية الأمم المتحدة والذي يتم بمقتضاه تصدير الحبوب الأوكرانية للعديد من المناطق في العالم، على خلفية وجود عوائق تحول دون تصدير الصادرات الروسية إلى دول العالم.
وفي الوقت نفسه، كما يشير التقرير، تتهم أوكرانيا الجانب الروسي بتعطيل تصدير الحبوب الأوكرانية من خلال إجراء عمليات فحص وتفتيش معقدة للسفن التي تحمل الصادرات الأوكرانية.
ويشير التقرير في الختام إلى تصريحات صادرة من الصين تؤكد فيها أن الهدف من الجولة التي يقوم بها المبعوث الصيني هو التواصل مع جميع أطراف الأزمة من أجل التوصل لتسوية سلمية للحرب في أوكرانيا.