عبير حلمي تكتب.. عودة جمال الروح
عندما نقف أمام أيقونة الجمال من إبداع ريشة رسام يحتار البال من هذا الإبداع ، فما بالك من إبداع الخالق في خلق الإنسان وقد خلقه على صورته ومثاله .فنحن أمام أيقونة فريدة وعجيبة لأنها من صنع الله ، بها جمال خاص يظهر قدرة الله العظيم . لما يحتويه جسم الإنسان من مجموعة عظيمة من المعجزات في حركة كل عضو من أعضاء هذا الجسد ووظائفه، وهكذا يعجز الإنسان أمام ذاك الإعجاز ويقف حال المعطيات من الله لمعرفة أدق الأمور بالبحث والدراسة والتحليل وتمرّ الأيام ويظل الإنسان في دائرة البحث لأيقونة الجمال التي من صنع الرّٰحمن،ومن معطيات الله المواهب التي وهبها الله للإنسان التي تتجسد في رسم وتصوير ونحت هذه الأيقونة من الجمال بصور مختلفة ومتعددة ومتنوعة بشتى أنواع الفنون ،ونسعد ونتباهى بالصورة وبالمصوّر في كل حال ونقدّر موهبة كل إنسان في مكانه وعطايا الله له في إظهار مراحمه وإحسانه، ونشكر الله على قدرته جلّ جلاله،وحينما نتقابل مع صورة الإنسان بريشة الفنان ونقول ما هذا الإبداع ونظل نتأمل تفاصيل الصورة أو التمثال أو أو أو ،
لنشبع من رؤية ذاك الجمال كما هو الحال عند رسم جزء من الطبيعة بسحرها الخلاب وبمرور الوقت نجد أنفسنا في حالة فرح من النظر لكل حالة إبداع ، بأنواعها المختلفة كمثال .حال قراءة قصيدة شعرية جمالية تغذي الروح بأعذب الكلماتأو حال رؤية مجموعة من الصور ، تصوير فنان إنسان أو حال تجسيد شخصية بالنحت أو الرسم بكل الأنواع من الفنون بيد فنان عظيم له موهبة فذة يخدم بها البشرية لتطيب النفوس برؤية هذا الإبداع ، وفي ظل كل معطيات الله نجد الإنسان نفسه ولكن للأسف ومع العولمة و مستحدثات الإنسان وابتكاراته في عالم الجمال،نجد بعض التشويه دون أن ندري . فقد قمنا بصنع جمال خاص بنا دون أن ندري وهذا الجمال الطبيعي الصادق هو أبرز وأفضل أنواع الجمال ، وهكذا أود أن أطلق على ذلك العالم الحديث …(عالم رُطوش) فقد اضفنا نحن رطوش بما يناسبنا لنظهر كما نرغب في عيون الآخرين ، فنحن منْ نصدر المشهد ونحن منْ نتحكم بالمظهر ، ونحن من نرسم من وحي الخيال صورة لنا نسعد بها ونسعى لتحقيقها كمثال الرسام الذي يرسم الصورة ويضيف لها جمال فوق جمالها ببعض الرطوش،هكذا نحن نصنع بهذه الرطوش عالم زائف غير حقيقي وإنما يؤتى بالغرض ويحقق الهدف ألا وهو الجمال وإبداعه ،وكأننا لا نرضى بما نحن فيه للأسف ، عالم رطوش متمثل في كل إضافة ليزيد المرء جمال فوق جماله ونسيَ هذا المرء إن في الحقيقة له جماله الخاص جدا . وهو جمال الروح وذاك الجمال فريد وخاص ولا يتجمّل ولا يتغيّر فهو من صنع الله وخاص جداااا بكل إنسان ، وهو جمال الروح بمختلف صوره،فهناك بساطة الروح لها جمالوهناك خفة الظل لها جمال خاص وهناك وهناك …..
وبذلك التميّز أنتَ وأنتِ لا تحتاجون إلى تلك الرطوش بالعكس روحك أهم بكثير، يجب أن نهتم بها و جمال روحنا وقلوبنا وفكرنا فهو مصدر حقيقي لجمالنا الحقيقي وإبداع الخالق العظيم ،لا تدع فرصة اللقاء بعالم الجمال الحقيقي ……جمال الروح ،
احذر الرطوش الزائفة وتصدير المشهد ، احذر أي خداع يشوه الجمال الرباني ، احذر أن تخدع نفسك و الآخرين ومع ذلك أستطيع أن أقول لك ولكِ …الله جميل ويحب الجمال فها هو صنعك….فما أروعك ! . احتفظ بصورة الله داخلك بكل المعطيات . سيصبح جمال روحك هو أساس كيانك …. وتصبح بدون رطوش أجمل وأعظم ،
هيا بنا نحلم بعالم خالي من الرطوش رغم استخدامنا جميعا لها ولكن يجب ألا تكون هى مصدر الانزعاج لنا والتكاليف الباهظة لنصنع جمال خاص بنا .لنتحلى بالبساطة على قدر الإمكان ونسعى للتسليم بمعطيات الله من جمال روح وشكل وصحة …. الخ
خالي من الزيّف والتزييف و نعود للأصل بجمال الروح .