يصعّب على الناس تقبل مفهوم الخطيئة …. !!!!
إن إحدى أكبر المعضلات التي تواجهنا اليوم هي أننا ما عدنا نعتبر انفسنا من الذين يخطئون وأننا بحاجة الى المغفرة. ربما كانت الخطيئة في الماضي مشكلة تقضّ مضجعنا، لكننا تحررنا من هذا …
ان فكرة الخطيئة هي اننا جميعا نكابد عواقب نكبة مريعة حدثت في فجر التاريخ ، تتنافى هذه العواقب مع الفكر الحديث الذي بات يرفض ايضا مفهوم الخطيئة بحد ذاته. . . .
مساكين هؤلاء البشر ، تبدأ حياتهم اطفالًا ، فالدنيا حولهم نورا ، وطهرا ، ونقاء …. تتزاحم عليهم من الكبار دعاوى الشرف والزهد والعدالة،
عندما يتعرف على دينه فيجده ضياء وإشراقًا وسمو ، ثم يدخل إلى باب الحياة، وويل له حين يدخل ، تحيط به مغريات الجسد والحاجات ، ويجد نفسه لا يصيب مالًا وافرا إلا إذا فقد طهرا أو كرامة أو نقاء ،
يتمزق بين أضواء الطفولة وبراءتها وبين مغريات العصر وسفالاته ؛ فيكون الاختيار له وحده ، فالله سبحانه في علياء سمائه هدى عبادَه النجدين وألهم النفوس فجورها وتقواها، وجعل لكل إنسان طائره في عنقه، وترك له حق الاختيار فهو إما جانح إلى قويم من النجدين، أو جامح إلى معوج منهما.
لقد شهدت الفترة الاخيرة احداثا فرضت على المجتمع تغييرات جذرية وقلبت طريقة تفكير الناس رأسا على عقب ، فالحرب العالمية الاولي والثانية والحروب الاصغر التي لا تعد ولا تحصى ، والابادات الجماعية اثارت في عقول كثيرين تساؤلات حول جدوى القيم التقليدية
لعل اشخاصا امثال أدولف هتلر وجوزيف ستالين اقترفوا المعاصي، اما نحن فضحايا الظروف وسوء التوافق مع المجتمع
نحن نتوقع من انفسنا والآخرين التحلي بأخلاقيات رفيعة ، لكن نعي اننا جميعا بشر ، لذا كل ما نريده ان نكون اشخاصا صالحين ، فنحن نحاول الاتصاف بفضائل لا تثقل كاهلنا ، ومحاولة ايجاد نقطة وسط تُشعرنا بأننا نحسن صنع ما نريد أن نفعل …
إن مفهوم الخطيئة يشهد اليوم ازمة خانقة فما هو السبب؟ وما الذي تغيّر؟ وقبل كل شيء، لمَ تثير فكرة الخطيئة نفور الناس الى هذا الحد؟
للخطيئة وجهان أحدهما موروثة و اخري خطايا فردية اما الاولى هي جزء من كياننا … سواء شئنا ام أبينا ، ليست بمزاجنا أو بارادتنا الحرة …
اما الثانية فنقترفها عمدا … بارادتنا ،،،
حين يُسأل كثيرون عن ماهية الخطايا الفردية، يتبادر الى ذهنهم خطايا القتل، الخيانة، الشهوة، الجنس قبل الزواج، السرقة، وغيرها … ولكني اري أمور أخري … اري خطايا فردية لنفسك مريضة ، اتعبتنا في هذه الحياة ، من نفوس ضعيفة مريضة .. ظهرت فجاة.. وخرجت من الجحور ، لنري ابشع الصور … ربنا يرحمنا برحمته …
الخلاصة
انت ظالم لنفسك ؛ انت الذي اختار أن يحمل الأمانة التي أشفقت منها السماوات والأرض والجبال وأَبَيْن أن يحملنها ، حتى إذا استجاب الله لسؤالك ، وألقى على كتفَيك أمانة الاختيار تخبّط في حياتك هذا التخبّط ، ورحت تضرب في الأرض ونظرك إلى السماء فانت و بين رغبات الأرض، وبين إيمانك بالسماء في شدٍّ وجذب وإقبال وإدبار .
هل من المنطقي ان نعيش في عصر التقدم التكنولوجي بموجب مقاييس عمرها قرون لا تجاري واقع الحال ؟
ان هذا غير وارد على الاطلاق ، ان على المجتمع التحرر من اغلال بعض المقاييس الادبية ، والمعتقدات الخرافية والسعي الى تفجير مكامن الطاقة الهائلة لدى البشرية عبر تكنولوجيا العلم
عندما يتمرد فكرُنا وكلماتُنا وأفعالُنا ، وتبتعد عمّا هو صواب وتأخذُنا رويدًا ، رويدًا بعيدا عن ارادة الله سبحانه وتعالى ، يعتر هذا مؤشرا للبوصلة يُشير إلى ميل ونزعة لدى جميع البشر في اختيار الخطأ ، من أفكار شرّيرة ، اخطاء مرتكبة ، كلمات هدّامة ، وابتعاد عن عمل الصواب
الخطيئة تضر بحياتك وتدمرها ، إنها تضر بحياتك أنت و الاخرين ،
