صفاء كروش تكتب.. حرفان
حرفان
حرفان لكلمة تغنى بهما الشعراء عبر الأزمان وبكل اللغات قديماً وحديثاً بكل أنواع الثقافات المختلفة، وبمفرداتها وحالاتها ومراتبها المختلفة تحير في تفسيرها ومظاهرها المفكرين والفلاسفة، في الأديان هما دستور حياة، بين بني البشر قد تجده في لحظة، وقد تتساقط أوراق عمرك ورقة ورقة، أو تتسرب حياتك من بين أصابعك قطرة قطرة ولا تجده، قد تسعى إليه هرولة أو تؤدة، قد يشاركك في سعيك رفيقاً أو تسعى وحيداً ولا تجده.هل هو نبضة زائدة في نبضات القلب؟ أم نبضة هاربة من القلب تسللت إلى قلب آخر؟ . كيف تعيش الحالة ولا تستطيع أن تصفها؟، هيحالة غريبة تستلذ بها ألمك فداءً لمن بعث في قلبك الحياة، تُغرق التفكير في أشياء قد تبدو تافهة ساذجة للآخرين، فما معنى أن تقضي الساعات وتفكيرك مُسلط على شخص واحد،شيء واحد؟، يفغُر فاهك دون سبب، فقط لوقع سلام طيفه، أو تجري دمعة ناعمة على الخد كجريان نهر رقراقة سخية حانية.إذا غاب عنك يتسلط عليك ألف استفهام،إذا ابتسم ابتسمت لك السماء وتلألأت النجوم ،إذا بكى سالت دمعته في مقلتيك.ما معنى الحياة إذا لم تصاحب يدك يديه؟
يخامرك سؤال يشغل قلبك : لما تُشرق الشمس ولم أر وجهه قبل بزوغها في أحلامي؟!
كيف يستكين القلب وهو علتُه ودواؤه؟!
حرفان ساكنان وعند من يُصاب بهما لا يُصيبُه السكون، بل قد يُصيبُه الجنون،لولا رحمة من ربه تُصيبُه.في كل العوالم هو سيدها، تراه في عالم الحيوان، بين الطير، له مراسم غزل ورقص وغناء، أصوات تُغرد، ألحان تعم الكون بجمالها،روائح تهفو وتفوح للآخر، تبعث برسائل ملؤها الحياة، الجمال والألوان لدنيا جديدة.أنت في كل الأحوال راضٍ أن تُجرب السعادة،الألم، الفرح، الترح، ففي كُلٍ حياة ودونهما الموت سواء، هو في ابتهالك، خيالك، صفوك وكدرك، ساعة تبتسم لدارة القمر وأخرى تحزن لأُفول نجم، لا تكتمل دونه، تبحث عن رضا من أهداك الحياة لتُهديه روحك، وفي الأحلام هو قلبها ومركزها.حرفان تنفرط منهما الرحمة والود والرأفة، بهما خُلقت الحياة، وعلى شفاه الفراق يُطل بهما الأمل لحياة آخرة أنفاسه تعانقها، عبيره في ذاكرة السنين لا يمحُوها الأنين.بهما نبض القلب، بسببهما صرخة الوليد لها وقع غريب في النفس تُصبح لحناً كلاسيكياً أبدياً يهُز الوجدان، ولصاحبة الألم تنحدر الدمعة على خدها ويبتسم ثغرها مُترعاً بالأمل، فلولا هذان الحرفان ما تماثل هذا المشهد العجيب من ضمة بين دمعة وبسمة. بمُعايشتمها جنة ونار، وبعدمهما رتابة وملل؛اليوم كالأمس والغد كاليوم.ويُقال أيضاً : من أجلهما ما قتل!
هل علمتم ما هما الحرفان؟!