أعلنت صحيفة يديعوت أحرونوت، الإسرائيلية، إنشاء فرع جديد في قسم الأبحاث التابع لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، المعروف اختصاراً باسم “أمان”، مهمته متابعة التطورات في تسليح وتصنيع الصواريخ الباليستية الإيرانية. وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يستعد، حالياً، لشن حرب ضد الحرس الثوري الإيراني، أعد لها العديد من السيناريوهات الدقيقة، وأطلق عليها اسم “الحرب الإسرائيلية الإيرانية الأولى”، لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
ونقلاً عن الصحيفة، فإن أحد ضباط وحدة الاستخبارات الإسرائيلية الجديدة، قد صرح بأن هذه الحرب ستكون مختلفة، ولن تشبه العمليات التي تُشن على ميليشيات حزب الله، أو قطاع غزة، وتؤكد الصحيفة أن المعلومات التي تجمعها وحدة الاستخبارات الإسرائيلية تركز على القوات العسكرية الإيرانية، وتشكيلاتها الاستراتيجية، خاصة بعدما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، عن امتلاك الحرس الثوري الإيراني لوحدات بحرية، ذات قدرات قتالية عالية، تعمل في البحر الأحمر والخليج العربي، وفي ظل ما أعلنته إيران، مؤخراً، عن إنتاجها للصاروخ الجديد “فاتح”، العابر للصوت، والذي يبلغ مداه نحو 1400 كم.
وركزت الصحيفة على تصعيد رئيس الوزراء الإسرائيلي من لهجته، خلال محادثاته الهاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي، عندما أعلن أن أي اتفاق بين أمريكا وإيران، لن يكون ملزماً لإسرائيل، مؤكداً أن إسرائيل ستفعل كل شيء للدفاع عن نفسها. كان ذلك الاتصال قد جرى على خلفية تقارير تفيد أن أمريكا استأنفت مباحثاتها مع إيران، بشأن الاتفاق النووي “5 + 1″، بوساطة من سلطنة عمان، التي تولت تقريب وجهات النظر بين الطرفين. وكان المندوب الإسرائيلي الدائم، لدى الأمم المتحدة، جلعاد أردان، قد أعلن، في الأسبوع الماضي، عن وجود خلافات حادة بين بلاده والولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي، مشيراً أن إيران تعتبر، الآن، أقرب، من أي وقت مضى، لإنتاج السلاح النووي.
تأتي هذه الأحداث في توقيت إعلان التقارب الدبلوماسي بين إيران والمملكة العربية السعودية، وزيارة وزير الخارجية السعودي إلى طهران، والاتفاق على إعادة فتح السفارة الإيرانية في الرياض، فضلاً عن قرار أمريكا بالسماح للعراق بالإفراج عن 1,5 مليار دولار، من أصل 10 مليارات دولار، من مستحقات إيران في العراق.
ويبدو أن التعامل مع الملف الإيراني، لا يسير لصالح إسرائيل، في ظل رغبة أمريكا عدم فتح جبهات جديدة للصراع، في منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن ملف الحرب الروسية الأوكرانية مازال يتحرك نحو المجهول، وهو ما يجب وضعه في الحسبان، مع قرب بدء المعركة الانتخابية للرئاسة الأمريكية.