دكتور سمير المصري يكتب.. آباء و أبناء
الأباء عليهم أن يتخذوا الخطوة الأولى وليس الابناء ، ويعود السبب في ذلك إلى أن السلوك الابجابي للابن المراهق … لا يؤثر على سلوك الأب أو الأم السلبي ، وهو النوع الوحيد من السلوك الذي تجده … أنه غير ذي فعالية.
أن الآباء الذين يشعرون بإمكانية التحسن لديهم إذا تحسن سلوك أبنائهم وأصبحوا أكثر دعما لهم، فإنهم في الحقيقة يضعون عبئاً ومسؤوليات لا حاجة إليها على كاهل أبنائهم . وبدلا من ذلك ينبغي على الآباء التركيز على سلوكهم والحصول على استشارات إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
مادمنا لا نستطيع مصادرة القلوب ، وأن نجعلها تقسم الحب بالتساوي ، فيجب أن يظهر هذا في الأعمال المادية، فلابد أن تكون هناك تسوية بين الأبناء في العطية، حتي في الابتسامة والقبلات وغيرها قدر الإمكان ،
بعض الآباء يرون أن تشديدهم على أبنائهم في بعض مظاهر الدين هو الدين كله ، مع أنهم يخطئون في حق أبنائهم خطأكبيرا ، فيتهمون أبناءهم في بعض السلوكيات على أنهم “ فاسدين ”، وأنهم “منحلون”، وأنهم يريدون العبث واللهو، وهذا حرام،
علما بأن هذا الشيء قد لا يكون حراما، فهذا التشدد يجعل الأبناء في حالة تشتت ؛ لأن التشدد من الآباء يلقي بظلاله عليهم ، وهنا على الآباء أدراك طبيعة المرحلة التي يعيشها أبناؤهم ، وأن يدركوا أيضا أن الأجيال والتاثيرات مختلفة تماما ،
أنها مختلفة في البيئة المحيطة التي تحدث نوعا من التغيير ، ولهذا ما أحسن ان تعالجوا أولادكم بكلمه بحوار العقل والقلب، وطرح عليهم أسئلة بالحوار البناء …. فليكن الحوار هو السبيل الأمثل للاقتناع لأجل ترك شيء، أو فعل شيء ،
إظهار الآباء أنهم يملكون الحق الأوحد، وأن الأبناء دائما على خطأ، يشعر الأبناء أن آباءهم وأمهاتهم لا يملكون القدرة على التواصل معهم ، وأنهم يوجهون لهم دائما الاساءة ؛ وذلك ما يحدث فجوة كبيرة بين الآباء والأمهات وبين أبنائهم .
إن احترام آراء الأبناء وسماعهم والتحاور معهم وإقناعهم هو السبيل الأمثل للتربية الصالحة ، أما أن يكون الآباء والأمهات ملائكة لا يخطئون، فهذا هو الخطأ بعينه،
فلا يظن الآباء أنهم باعترافهم أنهم كانوا خاطئين في هذا الموقف أن صورتهم تهتز أمام أولادهم، إنها إن اهتزت لأول وهلة، ولكنها سوف تعود لتثبت ، كما أنه يعلم الأبناء الاعتراف بالخطأ، وما يتبع هذا من فوائد في حياة الأبناء.
الخلاصة
لا تحاولوا تعليم الصغار المهارات لحل المشاكل ، ما لم نقوم بتطبيق ذلك على آبائهم ، فاذا حدث خلاف ذلك فنحن نكون كمن أعاد الطفل إلى المنزل مرة اخري … حيث إنه في خلال مدة قصيرة سيفعل نفس المشاكل لأن ليس هناك اي شئ قد تغير في سلوكيات الآباء. … نفس البيئةالمحيطة … نفس المشاكل .. “
انه من المهم جدا أن يعمل الآباء و الابناء المراهقين معا كي يكون التفاعل بينهم أفضل ، يعتقد كثير أن سن المراهقة فترة تسوء خلالها العلاقات بين الأبناء المراهقين وذويهم .
أن المسألة ليست كذلك ، لإن ما يحدث هو أنه حين يصل الابناء لسن المراهقة وهم في وضع سيئ … تسوء الأشياء بصورة أشد لأن الكثير من الأمور السلبية تحدث في اسرتهم …
وينجم السبب الاخر لوجود النزعة الاستقلالية لديهم في وقت دخولهم هذه الفترة العمرية الحرجة وقتما يدخلون هذه السن ، لانه من الامور المتعارف عليها ان الابناء فترة سن المراهقة بدلا من تلقي الأوامر …. تصبح لديهم طريقتهم في فعل الأشياء .
ويضاف إلى النزعة الاستقلالية لدى الابن المراهق إضافة المسئولية إليه ، وعلى الرغم من اتفاق العلماء والباحثين على أن الآباء ينبغي أن يوفروا البيئة المناسبة لدعم وتربية أطفالهم ، إلا أن ذلك لا يعني أن المسئولية يجب أن تقع على الأب بمفرده … فقط