دكتورة نسرين منصور فرج تكتب.. الحج فريضة
يقول الله سبحانه وتعالى: “وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ. (27).” سورة الحج.
الأذان بالحج إعلام ومناداة لركن الإسلام العظيم.. هذه الفريضة العظيمة التي عندما سمع بها كل إنس, وجنّ, وشجر, وأكمة (كل ما إرتفع من الأرض), وتراب, وجبل, وماء, وكل شيء قال: لبَّيك اللهم لبَّيك… ووقرت في قلب كلّ ذكر وأنثى. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا”… وهذا في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في المناداة بالحج.
(رجالا: أي على أرجلهم- مشاة)
(ضامر: أي خفيف الوزن (صفة جيدة للخيل)، ومستعد مسبقا بالتجهيز والزود والتدريب والرباط، ومضمار موضع وحق وبناء.)
(كل فج: أي كل طريق ومكان ومسلك)
(عميق: أي بعيد وواسع)
نرى تطبيق الآية الكريمة بشكل مبهر في بيت الله الحرام وكل مكون فيه، وما يشمله من جماعة المسلمين وإجتماعهم فيه عبادة الله سبحانه وتعالى بالحج.
نراها في جماعة المسلمين وإخلاصهم لله سبحانه وتعالى، وإخلاصهم مع الله سبحانه وتعالى، ورغبتهم ورهبتهم إلى الله سبحانه وتعالى. نراها في يقينهم وثباتهم في صورة حية، فنزداد معا إيمانا ووعيا وقربا لله العظيم سبحانه وتعالى.والله عز وجل يعطي عليها الأجر الكبير بكرمه وجوده العظيم… ويعطي الله سبحانه وتعالى أكثر وأكثر، ولا يخذل من يريده بصدق ويريد طريقه وصراطه المستقيم أبدا.لبيك ربنا.. أتيناك طائعين .. كنا من الحجاج أم لا على عهدك ربنا ما إستطعنا.