لقد وصل الأمر بوالد زوجها أن حاول التفريق بينها وبين زوجها في بعض الأحيان .ففي بعض الأحيان يكون غض الفكر عن كل هذه الامور مريح لنا فما ياتي من سؤ أو خير لن يحجبه عنا شيء ، ولن يعطله فعل فالفعل مهما كانت قوته وقت ذلك . آنذاك سنعيشه ، نعم بل و ستركد حياتنا برهة لأن بنياننا فقد عمودا من أعمدته ، لكن ذلك لن يمنعنا من اننا نستطيع ان نغير معالم يومنا بعدها … نعم و نستمر . أمر غير معقول …. فهو ينفرد بها ويحثها على عصيان زوجها ، وهي لا تستجيب لطلباته، وكانت لا تسمح له بالدخول في غرفتها إذا أراد ذلك .. كل ذلك لأسباب تافهة .. بل إنه كان يسب ابنه وينسب إليه أمورًا كلها ظلما وزورا .. كل ذلك ليسعى في تشتيت بيتها .. ولكنها لم لم تكن تصغ له أذنًا ، ولم تكن تنفذ أوامره … بل ويكفيها ما حدث بسببه بينها … وبين والدة زوجها ، مرت الأيام وهي على هذه الحال البائية تحملت كل ما تلاقيه منهم .. ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا وفرجًا .مرَّ على زواجها قرابة العام .. ولم ييسر الله لها في خلال هذه الفترة الحمل .. كم كانت فرحة والد زوجها بذلك … وكأنَّ هذا الأمر بيده .. أما أم زوجها فكانت تندب حظ ابنها العاثر وأنه قد لا يتحقق هذا الأمر ويا لتعاسة – بكرها – بها .. على الرغم أن المدة قصيرة وأنها ما زالت صغيرة … فقد تزوجت وهي ابنة السابعة عشرة .. فلماذا هذا الاستعجال ؟
وفي يوم … وفي غيبة زوجها عن البيت طلبها والد زوجها للحضور .. ومقابلته للتشاور في موضوع .. أقبلت عليه مسرعة فهي لم تترك طريقًا إلا وسلكته …انها تسعى جاهدة في مرضاته .. فقد تحدث إليها وقد همس في اذنها بكلمات وقعت عليها كالصاعقة … همس في أذنها و قال لها الحقي بأهلك .. فأنت لم يتيسر لك الحمل خلال هذه المدة ولعل لذلك حكمة ، فأنت لا تصلحين لابني .. اذهبي وسيطلقك ابني وقد ييسر الله لك ابن الحلال الذي تعيشين معه بكل سعادة .. لقد كانت كلماته هذه كالخنجر المسموم الذي غرسه في قلبها .. ماذا فعلت له .. هل تتودد إليه .. أو تتقرب إليه …تتحمل إهاناته وأسلوبه الجاف معها ..
فقالت له بعد أن طفح الكيل بها انه إذا كان هذا هو رأي زوجها فهي على استعداد تام أن تغادر البيت وأتوجه إلى أهلها من الآن .. فهي في طاعة زوجها و دخلت غرفتها وهي تتجرع مرارة الالم .. تتذكر سوء معاملة أهل زوجها لها .. وتلوح أمام نظرها مواقف وحسن معاملة زوجها لها … ولا تدري ماذا تفعل ؟
هل تتركه وتذهب إلى أهلها .. هل تطلب الطلاق حتى يرتاح أبو زوجها ، وترتاح من هذه المعاناة .. ؟
لم تطل تساؤلاتها كثيرًا .. فقد طلقها زوجها وذلك تحت إلحاح أهله وإصرارهم .. بل ووصل الحد بوالده أن هدّد الابن بأنه إذا لم يطلقها فسوف يطلق زوجته والتي هي أمه ، وكانت هذه هي طبعآ الحيلة التي اتفق عليها الأبوان ليتم الطلاق .. وتحقق لهما ما يريدانه .. وكانوا يردّون على تساؤلات واستفسارات الناس عن سبب طلاقها بأنه بسبب عدم قدرتها على الإنجاب على الرغم من عدم صحة هذا الإدعاء ..
بل إنها لا تنسى ذلك اليوم عندما ذهبت هي وأم زوجها للفحوصات وسمعت بنفسها كلام الطبيبة والتي قالت واكدت إنه لا يوجد أي سبب يحول دون الحمل والإنجاب وإن الله سبحانه وتعالى لم يكتب لها ذلك بعد ، ولكن ماذا نقول في عقلية الإنسان إذا تحجَّرت وإذا تحول قلبه إلى صخرة صماء قاسية لا يراعي مشاعر وأحاسيس الآخرين .. عادت إلى بيت أهلها بعد رحلة طويلة من المعاناة والإرهاق والهم والحزن .. عادت لعلها تسترد مافقدته من صحتها ، وعافيتها وقبل ذلك راحة نفسها …ننتظر غدا نهاية القصة . ولكن تاكد اننا نعيش حياة لن تدوم ، في دنيا …..و وسط ناس لن يدوموا ، نظل نبحث عن أشياء دائمة .نبحث …ونبحث عن الاستمرارية خلال حياة لن يستمر وجودها … مطلقا …
مستحيل ان يدوم الحال ، لقد خلقنا الله وميزنا علي سائر خلقه ، وفضلنا على الصفوة . دعِ المقادير تجري في أعنّتها ولا تنامنّ إلا خاليَ البالِة ، بين غمضة عينٍ وانتباهتها يُغيّر الله من حالٍ إلى حالِ . لقد خلق الله الصبر كأفضل خيارات التقوى على المعاناة وتبدل الأحوال ، فهل نجِد بعد الصبر أجلّ وأعظم من الدعاء ؟
أسأل الله لي ولكم الصبر والعافية ، والثبات في الدين والدنيا والآخرة …. غدا نكمل نهاية القصة في صباح مصري جديد ،،،،،