سمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب.. السعادة في ظل الشيطان

الجزء الرابع

 

 

لقد حاول أكثر من مرة … ومرات متتالية أن يبرر هذه التصرفات التي صدرت منه بأنها رغمًا عنه … وأنه قد اجبر عليها من والده .ولكن ماقاله لم يغير راي والدها .. و لم يلتفت إلى مبرراته ..ولكن ومع هذه الضغوط القوية الشديدة … والتي كان لها تأثير على نفسيته تغير تماما …بل وادي ذلك الي ميله ناحية الانحراف سالكا في ذلك كل سلوكا معيبا .لقد كثر ترحاله ، زاد سفره ، أصبحت سفرياته للمتعة الحرام والعياذ بالله .. خالط رفقة سيئة أعانوه على الشر والفساد .. بل وجرب طرقًا كثيرة كي يرفّه عن نفسه ويزيل همومه وغمه .لقد انتظم واستمر على هذه الحياة ، الحياة البعيدة كل البعد عن الله سبحانه وتعالي ظنا منه أن ذلك سيخفف عنه المتاعب ويبعد عنه المصاعب .. لعله يجد السعادة والراحة ، فأي سعادة تلك التي يجدها الإنسان … انه يسير في في ظل الشيطان .. لقد كان قد ملَّ حياة الشتات والضياع فأراد أن يعيد لنفسه ولبيته الاستقرار والأمان …. وإن كان ذلك رغمًا عن أهله.  ولكن والدها قطع عليه الطريق ، وقضي علي الأمل في إرجاعها إليه .. اما هو فلم ييأس ، سمح للوسطاء أن يصلحوا بينهم .. وبعد محاولات متعددة ، ووقت طويل ، نجحت المساعي المستميتة في عودتهم .. فعادت من جديد … في ظل اتفاق وشروط جديدة . عادت وعاشت في بيته سنة كاملة ، لاحظت فيها أن زوجها أصبح شخصًا آخر آخر غير ذلك الذي تعرفه .. إنسان مفتقدا لذاته .. متذبذب .. منطوي على نفسه .. تسيطر عليه علامات الشرود والذهول ، واصبح وجه غير ذلك الذي كان يبدو عليه علامات الارتياح ،أصبح يكثر من السرحان والتفكير .. أصبح لايهتم كثيرًا بواجباته الشرعية .. وأخيرا …زادت حالة زوجها النفسية بعد أن طلَّق والده أمه بعد ان اعادني إلى عصمته كرد فعل ، وتنفيذ لتهديداته السابقة .. لقد طلقها وترك بيته بلا عودة .. تزوج بفتاة صغيرة السن شابة، لقد نسي بيته وأبناءه .. أما الابن فقد سقط ، وخارت قواه و انهار تماما من تصرفات والده .. لقد شعرت هي وزوجها بوخز الضمير  فما ذنب هذه الأم حتى تقابل بهذا ؟!!

 لقد رضيت الام بما كتبه الله لها .. بل إنها اعترفت بظلمها لزوجة ابنها وأنها لم تقف مع الحق .. وأنها كانت سببًا في طلاقها من ابنها دونما اي سبب … وقد يكون ذلك قصاصًا لها … أخذت تواسيها وتصبرها …وتحثها على أن تلجأ إلى الله سبحانه وتعالي وتتسلح بالدعاء ولكن .. زوجها الذي كانت تآمل من الله أن يصلح حاله .. ويعود إلى رشده … تضاعفت عليه المسئولية .. لقد كانت تريده أن يلتفت لبيته وأبنائه وأهله .. ولكنه عاش تسيطر عليه اللامبالاة . فلم يكن يبالي .. فقد حاولت أن تخرجه من ازمته النفسية والترسبات التي خلفها جبروت وظلم والده له .. ولكنها لم تفلح . اصبحت حالته تسير من سيء إلى أسوأ .. لقد وقع في وحل الرفقة السيئة ، فأصبح زوجًا وأبًا بالاسم فقط .. يدخل ويخرج ولا يبالي بشيء .. أصبحت الحياة معه لا تطاق .. لقد انتهى زوجها .. انتهى .. وانتهت بذلك حياتها الزوجية معه فعندما يئست من العيش معه طلبت الطلاق .. فكانت الطلقة الثالثة والأخيرة .. حينها عادت إلى بيت أهلها لا تحمل سوى الذكريات المرَّة والحزينة .. لقد تذكرت كيف كان زوجها علما شامخا في بيته .. وعند أهله واسرته .. وفي عمله وعند كل من يعرفه. كيف حدث له ذلك …. وكيف آل به الحال علي ماهو عليه ؟.. لقد كان السبب هو تسلط وجبروت والده عليه .. فإلى الله وحده المشتكى .

 الخلاصة 

أن المجهودات التي نبذلها في سبيل عدم التضحية بكل ما تعلقت به النفس، و كي لا نعيش مرارة الفقدان ، ناس قد يدفنون أموالهم معهم ، واخرون يطاردون حلم الخلود، و نساء وجودهن ارتبط بأزواجهن ،

 فان مات دفنت نفسها معه، فلا عيش لها بعده. حتى حياتنا صرنا نأمنها خشية ضرر الموت  ونسأل الله العلي القدير دوام الصحة والعافية ، إن غابتا يوما صعق كياننا الصغير ، كأن ما يحدث غريب عن واقعنا ، نحن نعلم أن السوء يحل كل يوم ، لكن نتوقعه دوما بعيدا عنا ، ذلك أننا لم نتقبل بعد ، بعد كل هذا العمر فوق الأرض، أن لا شيء خلق ليدوم … 

    تحياتي وتقديري واحترامي ،،،،، 

    

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى