نور خمري تكتب.. فراشات من نور
مرةً أخرى.
تستسلم هي لمعاركها الطاحنة مع ذاك الواقع الاسود…..
سوية…. تنهزم كفيها الفارغتين ،الا من حفنة من الدموع….
لقد افقدها هذا الرجل… بمتابعه كل بأسها..
. لم تعد قادرة على الصمود…
…. وفي ذيل ثوبها ثلاثة صغار يمسكون بطرفه، أن…… انتِ كل شيء نريده….
ويلاه…
… ما اصعب هذا كله.
أيعقل أن تترك هذه الصغار فاغرة فاها للمجهول،…
حيث لا سند لهم على عويل هذه الايام إلاها…..
كم سيلزمها…..من جرعات الصمود هذه… لتبقى منتصبةً كسنديانةٍ عصيةً عن السقوط…
الثانية عشر ليلاً … هذا كلّ مافكرت بهِ…. وهي بعينٍ تنظر لصغارها الراقدين في روض السلام…… وعينٍ تنظر لذاك المتجبر،….. الذي اقتلع من داخلها كلّ خيوط الأمل
….. لمْ يترك لها على مدى عشرة أعوام أيّ متسع بعد… للأمل
سريعاً يمر الوقت تشير إلى الثانية
لابأس…….
كذلك انتصر عليها النعاس فاختلست مكاناً بين تلك الصغيرين لتدفأ صقيع روحها في أحضان من نذرت كلّ ماتملك لأجلهم…..
في الصباح… أصابع صغيرة تدغدغ وجه تلك الأم البائسة إنها إحدى صغيراتها..
أمي….. صباح الخير…
تبتسم الأم دون أن تنبس ببنت شفه…. كذلك من خلف ظهرها تمتد يدٌ أخرى لتطوقها مع قبلات ينبعث منها نور الشمس…. أمي صباح الخير…
تبتسم تلك المهزومة إلا من تلك الصغيرات…. هيا يا فراشاتي… لنستعد للمدرسة….. أثناء نهوضها تبتسم ابتسامة صفراء… ثم تتمتم.. يبدو أني لن استطيع ابداً مغادرة هذا الرجل الملعون…. طالما أن فراشاتي برفقته….
يا إلهي ..
. هبني.. قوةً وثباتً… ليس لأجلي بل لأجلهم .
لن أتركهم وحدهم والمجهول.
ياالهي.
. ليس لي ملجأ إلا لك. اللهم انصفني في هذا الرجل….. اللهم إني اشهدك أني تعبت… فاللهم صبراً…..
هذا ما رددته سراً. وهي تغادر باب المنزل برفقة تلك الثلة التي تهمس للحياة بأنا مقبلون.. فانتظري….
تغلق باب المنزل.. تتنفس الصعداء.. ثم هيا يا أولاد . لنذهب
إلى تلك المجاهدة…… المجد لك