صاحب الميناء قصيدة للشاعر الراحل الدكتور/ عادل يني
متى يا صاحب الميناء تدعوني
إلى مينائِك الهادىء؟
متى يا صاحب الأمواج،
والأنواء،
والشاطئ!
لك الأمواج في روحي دعت نفسي
لإغراق الهوى الظامىء
لكي يسمو هوى روحي
إلى أعلى فنار النور
منتهياً إلى البادئ!
*****
أنا أبحرتُ للأعماق
لكن لم أصل يوماً
وكم خاطبتُ حيتاناً
وأسماكًا ملونة
تخبىء تحت حلو اللون ذا
سُمّا!
وكم حذرت صيادين
غواصين
جوعانين
لكن لم أجد سمعا ولا فهما
وألهاني صراع الغير
عن نفسي
لتفاجأني صخور البحر
إذ شجت بها رأسي
*****
وضج العقل
من أعماق بحرٍ
كم بهِ يُدمي
وكم سال الدم المدرار
حتى ذوّب العظما
كقربان
لكي يأوى إليك الروح والحلم
فما استقبلت لي روحا ولا حلما
ولم يعثر على رأسي
ملاك يمنح النوما
*****
أجب يا صاحب الميناء
والأمواج
والشاطىء
إذا كان الذي يهواك
قد شقت سفينة
وما حلت على مينائك الهادئ
فمَن يا سيدي في بحرِ دنيانا هو الخاطىء؟
أنا؟ أم موجة الأعماق؟ أم صخر بها نأتي؟
أمن فيضٍ بماء البحر أغرق
أم من الشكوى التي من روحي الحيرى
أنا خُطّئتُ؟!
أبرئني..أيا بارئ