أمجد المصري

أمجد المصري يكتب.. الشباب والوطن

 

 

في الثانى عشر من أغسطس من كل عام تحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي للشباب إعترافًا منها بأن إدماج الشباب في المجتمع على نطاق أوسع هو عنصر أساسي في إرساء السلام والتنميه حول العالم وتأكيدًا للدور الهام الذي يمكن أن يؤديه الشباب في إنهاء الصراعات وحلها والإرتقاء بمستوى أوطانهم إجتماعيًا وإقتصاديًا وتحسين الوضع المعيشى على كوكب الارض وإقرار السلام العالمى والتنميه المرجوه .فى مصر تزايد الإهتمام المعلن من قبل الدوله بالشباب حيث خصصت عام كامل لهم وأقامت سلسلة من اللقاءات بين مجموعات شبابيه وقيادات الدوله من أجل تقليل الفجوه الفكريه بين هؤلاء الشباب وجيل الكبار والتعرف على مشاكلهم عن قرب وإدماجهم فى العملية السياسية والتنموية فى المجتمع ، ولكن : عن أي فئه عمريه من الشباب نتحدث ؟ هذه هى قضيتنا اليوم .تستخدم منظمة اليونسكو عند تنفيذ إستراتيجياتها الخاصة بالشباب التعريف العالمي الذي أعتمدته الأمم المتحدة والذى ينص رسميًا على أن “الشباب” هم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين ( ١٥ و ٢٤ ) سنة ، وحسب تقرير حديث للأمم المتحدة فإن واحد من بين كل خمسة أفراد من سكان العالم الثالث ينتمي لتلك الفئة العمرية وأن أكثر من ثلث سكان الدول العربية لا يتجاوزون ٢٥ عام .نتحدث عن فئه عمريه هى الأولى بالرعايه والإهتمام حيث إنها أرض خصبه للغرس والتنشئه مع إحتفاظها بدرجة عاليه من المرونة والتقبل أفضل من الفئات العمريه الأكبر ، كما أن هذه الفئه العمريه عريضة الإتساع هى المنوط بها حمل راية المجتمع فى شتى المجالات بعد سنوات قليله وبالتالى فإن إغفال هذه الفئه سوف يؤدى إلى نتائج غير مرضيه بأعتبار أن قضية الشباب كانت ولا زالت هى قضية قومى .مازلنا فى حاجه الى جهود مضاعفه من أجل السيطره على هذا الجيل الصاعد من أبناء تلك الفئه العمريه وإعدادهم فكريًا وتأهيلهم ليصبحوا ركيزه للتنميه والبناء مع غرس الأفكار الوسطيه والإنتماء للوطن داخل عقولهم فى هذا السن المبكر لتجنيبهم خطر السقوط فى شِباك أصحاب المناهج الفكريه المتطرفه والذين يعملون جاهدين دائمًا على إصطياد هؤلاء الصغار مبكرًا من أجل غرس أفكارهم المتطرفه وتحويلهم إلى جنود ضد الوطن بكل سهوله ويسر وأفقادهم لأى نوع من الأنتماء والوصول إلى مرحلة تكفير المجتمع وإستحلال دمه وماله وعرضه وهو ما شاهدناه فى معظم الحوادث الإرهابية والتخريبيه التى نفذها شباب صغار السن يقع أغلبهم داخل هذه الفئه العمرية.كما أن هذه الفئه العمريه فى مجتمعاتنا العربيه والدول الناميه هم أكثر الفئات الإجتماعية تنقلاً حيث يمثلون وفقًا لإحصائيات الأمم المتحده ومنظمات مكافحة الهجره غير الشرعيه حوالى ٣٠% من نسبة المهاجرين في العالم ، وبالتالى فهم معرضون ايضًا للسقوط فى فخاخ أخرى قد يواجهونها فى الخارج حال تمكنهم من عبور البحار نحو بلدان القاره الأوروبية ، ولذلك تظل هذه الفئه المنسيه هى أهم فئات المجتمع المطلوب رعايتها جيدًا فى الفتره القادمه والعمل على إعداد جيل جديد من الشباب المثقف العاشق لوطنه بعيدًا عن التزيد والتطرف حتي لا يفقد الوطن هذه الطاقه الشبابيه التى يحتاج اليها فى مرحلة البناء والتنميه من أجل عبور جديد نتمناه جميعًا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى