مدحت ثروت يكتب.. رغبة (قصة قصيرة)
قصة قصيرة للأديب المصري مدحت ثروت
زارتني في منتصف العمر حينما كنت أجالس أبي وأمي بعد تناول وجبة الغداء واستيقاظهما من قيلولة اعتدت قصرها، لم تطرق الباب بل حملتني عنوة خارج جدران الدفء إلى خدران بارد وروائح الحرية رشتها الطبيعة من حولي في كل مكان، لم أعرف من أين دخلت أو متى او من سمح لها بالدخول، اردية شفافة بألوان كثيرة على جسد ينبض بالجمال واللعب التي ترتديه تتعمد الابتسام بطريقة تثير رغبتي في انتزاع الرداء الأول عساه يكشف فتنتها، تمد ذراعيها في دلال دون استحياء داعية شبابي إليها، انتفض جسدي انتفاضة موافقة ودون تردد اقتربت منها محاولات خلع الرداء لكنها أبت، وجذبتني إليها پانوثة طاغية رفض طيشي مقاومتها وارتمى في احضانها دون كلام، اخترقنا الباب الخشبي العتيق ببيت ابي وسط ذهولي كيف لم أشعر اني خرجت؟ كيف لم استأذن؟ ماذا سيقولون بعد استيقاظهم؟ عساهم يبحثون عني أو يظنوا اني غضبت من لوم أبي لي على تأخيري المتعمد ليلا ونصائح أمي المحفوظة لصون لقمة العيش والبحث عن زوجة صالحة، طارت بي عبر الزمان والمكان، وفي لمح البصر تحتضن أمي وهي تتعقب أبي في رحلة انطلاق من عالم إلى عالم وابتسامة أمل تحبها دعوات السلامة، تزداد جمالا في عيني وحسنها يزيد رغبتي وينسيني ألم فراق الموت، فهكذا الحياة موت وحياة أما معها فسأجد حياة جديدة يثيرني رغبتها في واصرارها علي لكن متى ينتهي بنا المطاف وأين ومتى تطفئ ناري؟ لم أجد اي إجابة عن أي سؤال من اسئلة تناثرت امامي كسنوات مضت كالهباء الذي تذريه الريح قضيتها من عمري معها؛ فقد تعرت وحدتي وجثمت على شبابي وتركتني اعشق تلك القاتلة.
مدحت ثروت