آراء حرة

ندى فنري تكتب..كيف تكون مبدعاً 

 

العقل المبدع هو العقل الذي يستخدم كل أجزائه.

هل يمكن لأي منا أن يكون مبدعاً ؟ 

الشخص المبدع عقله يعمل دائما ، و مشغول بشكل مستمر . غالباً ما يرى الإنسان العادي الأمور من وجهة نظر واحدة – وجهة نظره عادة – أما الشخص المبدع فيمكنه رؤية الأمور من خلال عدد لا حصر له من وجهات النظر، و الرؤى المختلفة .انظر لحياتك، و إلى كل جوانبها و أنشطتها و أعد التفكير في كل شيء هذا التدريب سيقدم لك نظرة جديدة إلى طبيعة شخصيتك، و سوف يمكنك من إجراء التغييرات في الوقت المناسب ،كما سيمكنك من ترك الأمور على ماهي عليه ،حينما تشعر بأنها مرضية ومجزية لك .عندما يحاول الآخرون توضيح بعض الأمور لك أو عندما يحاولون التعبير عن رأيهم، فلا تنصت فقط لما يقولونه ، بل انصت أيضاً إلى طبيعة شخصياتهم ،حاول أن تنظر من وجهة نظرهم إلى ما يحاولون إيضاحه.ارسم خريطة بذهنك لكل الطرق التي يمكن أن تساعدك في المنزل، أوفي العمل، أو في كل مجالات حياتك، و أضف أفكار الآخرين إلى أفكارك أيضاً .الإبداع هو رقصة دقيقة بين الابتكار والقيمة،لكي يكون الشيء إبداعي، يجب أن يكون جديدا ، ولكن مفيد بطريقة ما أيضًا.

معظم الأفلام أو الكتب الإبداعية، تأخذ ذات النقاط من حبكة قديمة وتضيف نوعًا من التحولات الجديدة، أو الديناميكية غير المتوقعة،قام كل من «موزارت» و«بيتهوفن» بتأليف أكثر من 600 مقطوعة موسيقية، في حين أن معظم الفناين المعاصرين في زمنهم كان متوسط إنتاجهم أقل من 100 مقطوعة.أنتج «بيكاسو» العديد من القطع التي لا يزال علماء الفن لا يستطيعون حصرها، لكن بعضهم يقدر أن عددها تجاوز 50000 قطعة فنية على مدار حياته، في حين أنتج معظم الفنانين المحترفين الآخرين بضع مئات إلى بضعة آلاف على الأكثر.كتب «مارك توين» 22 رواية، ومئات القصص القصيرة، وعشرات الكتب الواقعية المليئة بالمقالات والمذكرات والهجاء، وكتاب شعر وسيرة ذاتية، في المجمل نشر «توين» ما يقارب الثمانين كتاب في أقل من خمسين عامًا، وهو مستوى مذهل من الإنتاج لأي مؤلف و كان غزير الإنتاج لدرجة أنه أصبح ينسب إليه اليوم قول كل شيء اليوم.تشير الدراسات إلى أن الفائزين بجائزة نوبل، ينتجون ضعف العمل الذي ينتجه أقرانهم في نفس المجال .وبذلك يتضح لنا أن السر وراء “العظماء” المبدعين عبر التاريخ ،لا يكمن في كونهم عباقرة مبدعين، بقدر كونهم عباقرة في أيضا في أخلاقيات العمل ، وإذا استخدمنا تشبيه من رياضة كرة السلة، فنقول أن هؤلاء العباقرة استطاعوا تحقيق العديد من الأهداف، ليس لأنهم لم يخطئوا في التصويب، بل لأنهم قاموا بالعديد من التسديدات مقارنة بغيرهم.

ندى فنري 

أديبة / صحفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى