شعب أفريقي آخر يتحرر ؛ الجابون يحذو حذو النيجر وينهي عصر الاستعمار السياسي
الانقلاب العسكري أطاح بأحد أخطر رؤساء المحفل الماسوني الأفارقة !
مصر القاهرة – وكالات – عمرو عبدالرحمن
خطوة جديدة باتجاه التحرر من أنظمة الاستعمار الديمقراطية علي الطريقة الفرنسية، اتخذها جيش وشعب دولة الجابون بإنهاء وجود الرئيس المنتخب بانتخابات مزورة – كالعادة في كل أنظمة الديمقراطية الاستعمارية – العميلة لقوي الغرب الصهيوني.
ووسط صدمة الإعلام العالمي وخاصة الفرنسي؛ أعلنت قيادة القوات المسلحة الجابونية إقصاء الرئيس علي بونجو، بعد أن سعى علي بونجو إلى تكريس حكم عائلته بعد 14 عامًا قضاها في القصر الرئاسي، خلفًا لوالده عمر بونجو الذي حكم البلاد لـ 42 عامًأ كأحد أطول الزعماء الأفارقة بقاء في الحكم، بانتخابات مزورة تحت مظلة النفوذ الاستعماري الفرنسي في أفريقيا.
وأعلن الجيش تعيين قائد الحرس الرئاسي بريس كلوتير اوليجوي نجويما، رئيسا مؤقتا للبلاد.
وسيكون، نجويما، الذي أفادت تقارير إعلامية بأنه من أقارب الرئيس على بونجو، أيضا “رئيسا مؤقتا”، حسبما أعلن متحدث باسم ما يسمى المجلس الانتقالي على شبكة “جابون 24” مساء اليوم الأربعاء.
جاء انقلاب الضباط العسكريين، اليوم الأربعاء، في دولة الجابون ليكتب فصلًا جديدًا في الحياة السياسية هناك، عقب حكم لفترة زمنية طويلة لعائلة بونجو استمر منذ ستينيات القرن الماضي.
وأتى الإعلان عن انقلاب الجابون خلال ظهور للضباط على قناة “الجابون 24” مؤكدين تمثيلهم لكافة قوات الأمن والدفاع في بلدهم، وزعموا أن نتائج الانتخابات العامة الأخيرة بين بونجو ومنافسه ألبرت أوندو أوسا باطلة وتفتقر للمصداقية،.
بعد وقت قصير من إعلان فوز علي بونجو بولاية ثالثة صباح الأربعاء، أعلن الجنود عبر شاشات التلفزيون أنهم يستولون على السلطة في الجابون.
- ردود أفعال دولية
وذكرت محطة “فرانس إنفو” التلفزيونية الفرنسية، أن هذا الانقلاب العسكري الجديد ينضم إلى الانقلابات العسكرية التي تجتاح أفريقيا بعد مالي وبوركينا فاسو والنيجر، ما يؤكد تراجع النفوذ الفرنسي في المنطقة.
وتحت عنوان “الجابون: عدوى مثيرة للقلق بعد الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو والنيجر”، قال صديق أبا، رئيس المركز الدولي للتفكير والدراسات حول منطقة الساحل، إن “الأمر مقلق بالنسبة للديمقراطية” ويثير مسألة نفوذ فرنسا في أفريقيا”، بحسب محطة “فرانس إنفو” التلفزيونية الفرنسية – ((اعترافا ضمنيا منه بعمالة النظام الساقط لفرنسا)).
- من هو عمر بونجو
عُرف والده الذي تولى رئاسة الجابون عام 1967 كونه حاكمًا سارقًا وأحد أغنى رجال العالم مع تمتعه بثروة طائلة جراء التربح من خيرات الجابون النفطي، الذي يعاني شعبه من فقر مدقع في وقت سافر فيه بونجو رفقة والده إلى مختلف بلدان العالم لعقد الصفقات النفطية الرابحة والتي تعلم من خلالها إدارة أمور الحكم، وذلك حسبما ذكرت صحيفة “فرانس 24” الفرنسية.
بونجو يعلن اعتناقه الإسلام
وُلد علي عمر بونجو باسم آلان ألبرت برنار بونجو، وكان يدين بالمسيحية إلى أن اعتنق والده الإسلام عام 1973 رفقة ابنه علي وسط اتهامات من معارضيه أنها خطوة تهدف لجذب مزيد من الاستثمارات من البلدان الإسلامية، بينما كان جدهم الأكبر بونجو لا يتبع أي ديانة بل كان وثني مما أثار حوله حالة من عدم الارتياح، حسبما ذكرت “دويتشه فيله”.
وسبق أن أسقطت السلطات الفرنسية عام 2017 تحقيق فساد أجرته الشرطة هناك لمدة سبع سنوات عن أصول عائلة بونجو كشف عن 39 عقارًا تمتلكها في باريس، لكن التحقيق أُسقط بداع عدم توافر أدلة كافية على وجود مكاسب غير مشروعة.
من الزعماء القليلين في أفريقيا الذين أعلنوا انتمائهم للمجتمع الماسوني حيث ترأس “المحفل الماسوني” في بلاده، وهو أمر يعتبره محللون أنه يهدف لتنويع مصادر التمويل التي تعتمد عليها الجابون إضافة إلى النفط، وذلك حسبما ذكرت “بي بي سي”.
.
حفظ الله مصر