دكتور محمد علي الطوبجي يكتب..الانطلاقة التكنولوجية للهند
اطلقت الهند بنجاح مركبتها الفضائية الثانية لدراسة كوكب الشمس وفق المخطط العلمي الموضوع لهذه الرحلة التاريخية التي سوف يكون للهند قصب السبق فيها كاحدي اكثر دول العالم تقدما في بحوث وعلوم الفضاء … وهذه الانطلاقة التكنولوجية الفذة لا بد وان يكون وراءها فرق كاملة من العلماء المتخصصين والباحثين الاكفاء والا لم امكنها تحقيق هذا الانجاز المذهل الاخير..وهي التجربة التي تحدثوا عنها في وسائل الاعلام الدولي بما يرفع راس الهند وشعبها الي عنان السماء توقعت للهند في العديد من رسائلي الاخيرة ، وزاد اقتناعي اليوم، انها ستكون احد ابرز الاقطاب الكبار الذين يشقون طريقهم بسرعة هائلة لاحتلال مواقعهم التي تليق بهم داخل النظام. الدولي.. وان لديها من الامكانات والقدرات الشاملة ما سوف تتفوق بها علي روسيا.. واشرت الي ان كل تلك الطفرات الكبيرة والمتسارعة تجري في صمت وبعيدا عن اضواء الاعلام…ولعل هذه هي طبيعتهم الغالبة عليهم.. فهم ينتجون كثيرا ويتكلمون قليلا..هذه هي اكبر دولة تعدادا في العالم ، وكان من الممكن ان يسحقها الفقر ويضعها في ذيل دول العالم واقلها حظا من التقدم ، لكنها قبلت بالتحدي وراهنت عليه وكسبته…حتي اصبحت من اكثر دول العالم تقدما في علوم الحاسبات والبرمجيات والاتصالات ، وهي التي اعترف العالم كله لها بالتفوق فيها.. بل واصبحت من اهم مصادر دخلها القومي من العملات الصعبة. لم يخرج سياسي هندي واحد ليقول ان مشكلة الهند هي في ضخامة تعداد سكانها ، ولا في انهم يلتهمون عوائد التنمية الاقتصادية وبشكل يصعب معه ان يظهر اثرها عليهم…ولو انهم قالوا ذلك لعذرناهم علبه وصدقناهم.. وانما بدلا من الشكوي، فقد حفزوا شعبهم علي العمل وبذل المزيد من الجهد لينافسوا به غيرهم في اسواق العمل الخارجية وهو ما نجحوا فيه وحققوا انتشارا دوليا واسعا.. وهم لذلك تفوقوا وحققوا الاكتفاء الذاتي لانفسهم بما عجز عنه الآخرون… ولديهم ما يكفيهم من الغذاء…وهذا انجاز هائل بحد ذاته.. ولنا ان نتخيل ونقارن. تجربة الهند هي وبلا شك تجربة عظيمة وملهمة وجديرة بالاحتذاء .. وزاد من روعتها انها تتقدم في ظل ديموقراطية سياسية عريقة كانت وسوف تظل مضربا للمثل في العالم الثالث كله.. ديموقراطية نظيفة وخالية من التلوث والانتهازية والفساد الذي كان يمكن ان يدمرها ويقضي عليها ، ديموقراطية تقوم علي التداول السلمي للسلطة بين احزاب سياسية حقيقية لها تاريخها الحافل من التجارب والخبرات والممارسات … وهكذا استطاعت الهند الجمع بين التقدم الاقتصادي والاستقرار السياسي في معادلة واحدة قلما تتاح لغيرها من الدول… ارجع واقول انه لا طريق الي التقدم بغير العمل والانتاج والاهتمام بتنمية البشر..
دكتور/ محمد علي الطوبجي