أحمد حسن يكتب..سلوى
عُكَّازُ حِبْرٍ، وَحِمْلٌ مِنْ غَدٍ أَرِقِ
مُهَرَّبٌ عَبْرَ وُدْيَانٍ مِنَ الْوَرَقِ
‘
وَالْحَرْفُ حَافٍ عَلَى رَمْلِ السُّطُورِ، يَرَى
خُفًّا مِنَ الضَّوْءِ فِي مِصْبَاحِيَ القَلِقِ
‘
ودَمْعُ سلوى عَلَى أَعْتَابِ نَظْرَتِهَا
كَالْخَمْرِ، يَرْجُفُ فِي كَأْسَيْنِ مِنْ حَدَقِ
‘
تُسْرِي بِهِ عِشْرَةُ النَّجْوَى إِلَى أَلَمِي
فَيَعْرُجُ النَّبْضُ حَتَّى سِدْرَةِ الرَّمَقِ
‘
سلوى، رَأَوْكِ وَرَا “نَعْشِ الْحُسَيْنِ”، وَفِي
عَيْنَيْكِ غَيْمَةُ مَوْتَى، وَالْعِرَاقُ سُقِي
‘
وَقَدْ هَزَزْتِ جُذُوعَ الْجُرْحِ، حَيْثُ هَوَتْ
مِنْ جِلْدِ غَزَّةَ أَشْلاءٌ عَلَى مِزَقِ
‘
فَهَلْ تَجُوز صَلاةُ الشِّعْرِ فِي زَمَنٍ
يُوَضِّئُ الْحَرْفَ بالأَوْهَامِ وَالأَرَقِ
‘
وَالشِّعْرُ جُنْدِيُّ شَكْوَى لا يُرِيق سِوَى
حِبْرٍ عَلَى وَرَقِ الأَسْمَاعِ إِنْ يُرِقِ
‘
وَدَمْعُ أُمِّي يَبُلُّ الليْلَ مُذْ شَرِبُوا
مِنْ قَلْبِ أُخْتِي دَمًا، مِثْل الصَّلاةِ، نَقِي
‘
وَفِي الْمَوَائِدِ أَطْبَاقٌ مُنَوَّعَةٌ
فَالطِّفْلُ فِي طَبَقٍ، وَالشَّيْخُ فِي طَبَقِ
‘
كُلُوا هَنِيئًا لَكُمْ لَحْم الْبِلادِ عَلَى
أُرْزِ الضَّحَايَا الْمُنَقَّى مِنْ حَصَى الطُّرُقِ
‘
وَذَبِّحُوا بُكْرَةً يُغْفَرْ لَكُمْ، وَذَرُوا
فِي الْعِيدِ عِيدِيَّةَ الْحُكَّامِ فِي الْعُنُقِ
‘
فَالْبَحْرُ يَبْعَثُ نَفْسَ الْمَوْجِ ثَانِيَةً
وَنَجْمَةُ الليْلِ مَهْمَا تَزْهُ تَحْتَرِقِ
‘
وَاللهُ أَصْدَقُ! عُدْتُمْ فَوْقَ مَوْجِ أَذىً
وَطَيْفُ سَلْمَي يُرَى فِي جَفْنَيِ الأُفُقِ
‘
لَهَا جَوَازُ مُرُورٍ عَبْرَ أَوْرِدَةٍ
بَرًّا إِلَى الْقَلْبِ، أَوْ بَحْرًا مِنَ الْحَدَقِ
‘
وَثَوْبُهَا أُمَوِيُّ النَّقْشِ، إِنْ نَهَضَتْ
طَافَتْ مَشَاعِرُ عَبَّاسِيَّةُ الْعَبَقِ
‘
ما بَيْنَ مَرْوَةِ ذِكْرَاهَا وَبَيْنَ صَفَا
شَوْقِي إِلَيْهَا سَعَى شِعْرِي عَلَى وََرَقِي
‘
تَبْقَى مَلامِحُهَا مَكِّيَّةً، حَلَفَتْ
أَنِّي ابْنُهَا؛ ثُمَّ غَابَتْ، وَالْيَمِينُ بَقِي!
‘
سلوى، أُفَتِّشُ فِي عَيْنَيْكِ عَنْ مُدُنِي
وَغُرْبَتِي الْبَحْرُ تَأْبَى لِي سِوَى غَرَقِي
‘
كذَّبْتُ قَبْرَكِ فِي بَغْدَادَ؛ فَانْتَشِلِي
صَوْتِي الْمُفَخَّخَ بِالأَحْلامِ والْقَلَقِ
‘
وَقَرْيَتِي أُلْقِيَتْ فِي جُبِّ أَسْئِلَةٍ
عَنْ حَظِّ عُمْدَتِهَا فِي الْفَوْزِ بَالسَّبَقِِ
تَكَلَّمِي الآنَ؛ فَالأَوْجَاعُ عَامِرَةٌ
وَالشَّمْسُ تَبْلَعُهَا غَيْبُوبَةُ الشَّفَقِ
للشاعر الكبير أحمد حسن