دكتور محمد علي الطوبجي يكتب..انتقال المؤشر من زلزال المغرب و إعصار ليبيا إلى حرائق الجزائر
اليوم ينتقل المؤشر من زلزال المغرب إاعصار ليبيا إلى حرائق الجزائر… وهو ما يدعوني للتساؤل : ماذا جري لهذه المنطقة التعيسة من العالم ، فمن فيها لا تدمره الحروب والصراعات والأزمات ، تدمره الكوارث والنكبات.. حتى الطبيعة تأبي إلا أن يكون لها دور هي الأخرى في زيادة متاعبنا ومضاعفة همومنا وأحزاننا..لعل في هذا كله حكمة يبدو أن إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة الليبيبة على قوته الجامحة لم يكن هو وحده السبب وراء هذا الكم الهائل من الدمار الذي اوقعته كارثة هذا الإعصار بهذه المدينة المنكوبة ، لكن إنهيار سدي درنة كان هو السبب في هذه الكارثة ، وأن انهيارهما لم يكن ليحدث لولا الفساد والتسيب والاهمال وانقسام الدولة الليبية بين شرق وغرب لكل منهما حكومته وإدارته الذاتية ، وما أدى إليه هذا الانقسام الحكومي من ضياع المسئولية عن صيانة سدود بهذه الدرجة من الأهمية كدروع واقية لهذه المدينة من خطر الفيضانات والسيول والأعاصير العنيفة التي كان يمكن أن تجتاحها في أي وقت كتلك التي تعرضت لها أخيرا ودمرتها بلا رحمة وساعد عليها انهيار تلك السدود المتداعية فور وصول الإعصار إليها أو اقترابه منها… هذا هو ما تشير به أصابع الاتهام المتبادل بين الجانبين الآن حتى وإن لم يعد يجدي البكاء علي اللبن المسكوب بعد أن حلت الكارثة فعلا ، وذهب كل سكان المدينة ضحايا لهذا الإهمال الشنيع في نكبة مروعة لم تشهد ليبيا مثيلا لها في تاريخها…وفي ظل حكومات ما بعد الثورة.. وهذا هو وجه الغرابة في كل ما يجري….
ما بدا يتردد علنا الآن على الجانبين من اتهامات حادة يعني أن حجم كارثة الإعصار كان يمكن أن يكون اخف وقعا بكثير فيما لو لم يكن هذا هو حال الدولة الليبية من الفساد والاهمال وسوء الإدارة.. وحتما سوف يباشرون التحقيق حول ما جري لامتصاص استياء وتذمر الرأي العام في ليبيا وهو من عاش تلك الكارثة بكل تفاصيلها المروعة ، ومع الوقت وبعد أن تهدأ العاصفة سوف تتبدد أصداء الضجة المثارة حاليا وتتلاشى، وسوف تحفظ ملفات التحقيق بعدها كما تعودنا لعدم كفاية الأدلة ، ورحم الله شهداء درنة وغيرها ممن قتلهم الإهمال اكثر مما قتلهم الإعصار…..
وإذا كان هناك من درس لكارثة الإعصار الليبي الأخيرة ، فهو أن بعض الحكومات قد تكون أخطر على حياة شعوبها من الكوارث والنكبات الطبيعية… وأننا نظلم الطبيعة ونفتري عليها عندما ننسب إليها وحدها السبب في الكثير من كوارثنا وبلاوينا….الهية سامية لا ندريها.
دكتور محمد علي الطوبجي