دكتور سمير المصري يكتب..سكون المحرمات المحظورات
إنها نار تغلي في داخلك ، كيانك يهتز ، أعصابك مضطربة ،، ماذا تفعل حين تشعر بالغيرة والشك تشتعل بين جدران جسدك ؟ .الغيرة رد فعل إنسان ينتابه الغضب ، والحزن ، والريبة ، والألم ، والشفقة على الذات ، والإذلال ، ربما قد يشعر الانسان الغيور باستجابات جسدية كالارتجاف والدوار والاكتئاب وصعوبة النوم ، انه يعيش في حياة مضطربة ، يعيش في شك ، انه يخشي من تهديد شخص اخر منافس له محتمل،سواء كان حقيقي ، أو متخيل لعلاقته أيا تكن طبيعتها.
إنها عاطفة حتمية قد يختبرها كل منا لكونها متأصلة فينا ، بل قد نراها إشارة إلى أن شريك حياتنا ذو اليد العليا في العلاقة، أو أننا مهددون وخائفون حقا من أن يتخلى عنا. هل تعلم ان من شأن إدراك هذا أن يقودنا إلى مزيج من السخط وتذبذب الثقة بالنفس ، بل والحرج واللاطمأنينة ، فتجدنا دائما نتعمد قمع التعبير عن الغيرة للقضاء عليها ، اوابعادها عن بؤرة تفكيرنا الي الهامش .. لتصبح منعدمة الأهمية . الغيرة عادة ما يصفها النّاس بأنّها نّار تغلي في الجسد ، حريق يحرق الصدر ، انه شعور متداخل بين الغضب ، والحزن ، والألم ، والسخط في ذات الوقت نفسه . ستجد الشيطان يهمس في نفسك يجب عليك فورا أن تتدخّل، ينبغي أن تقول شيئًا ، لما تنتظر ؟
أفعل شيئًا ، ابعِد مصدر الغيرة. ، اما شيطان اخر غيره يوسوس لك فيقول لاتفعل … لأنك إذا فعلت ستبدو مثيرًا للشفقة، ستبدو ذو مظهرا طفولي ، لماذا تحرج نفسك، ؟ فسوف يعرف الآخرون أنّك تغار حتما ، وبين هذين الشيطانين سوف تشعر أنّك مكبّل وعاجز عن التدخّل ، وان كان غضبك يلحّ عليك للتدخّل ، فتتولّد لديك مشاعر غزيرة ، جمة ، متضاربة .وهنا يبقي السؤال … هل يمكن أن تحبّ دون أن تغار ؟
وسؤال اخر …
وهل هناك حبّ دون لذّة وخصوصية وبدون غيرة ؟
هناك آراء مختلفة ، لكنّ هناك واحد لا خلاف عليه ، هو أنّ الغيرة الزائدة تحوّل أي علاقة – مهما كانت – إلى جحيم ، إلى كوابيس ، الي غرف مظلمة موحشة ، و قد يدفع هذا الأمر الأزواج أحيانًا إلى عدم الرغبة بالرجوع إلى منازلهم ، يتركونها كارهين التواجد فيها والعيشة بها ، أنها تجعل الزوجات تتجنّب النقاش وإخفاء التفاصيل تجنّبًا لمشكلات سبق وأن أثبتت الغيرة فيها قدرتها على تحويل النقاش إلى صراخ عقيم ، الي تكسير ونوبات من الغضب ، خلافات هستيرية.
ماذا تفعل اذا عندما تشعر بالغيرة ؟
كيف تتصرّف عندما تشعر بالغيرة والشكّ يحرقون جسدك ؟
يقول الأخصائيين النفسيين المتخصصين في حقل علم نفس العلاقات أنه يجب عليك ان تساعد نفسك على إدارة مشاعرك ، وتحسين جودة علاقتك حتّى لا تسمح للغيرة بتدمير علاقتك العاطفية .
الخلاصة
أن الغالبية العظمى من الأزواج لا يتحدثون عن الغيرة ، لأن الشعور نفسه من المحرمات المحظورات ، بينما هو في صميمه جزء من تجربة الحب متعددة الدرجات ، جزء منه كفيل بتحسين حياتنا الرومانسية وبث الطمأنينة في حياتنا العاطفية . إن العلاقات الخالية من الغيرة ربما تكون دليلا على قلة اهتمام الشريك . بل ويؤمن علماء النفس أن الغيرة ليست عاطفة سلبية، بل تحذير يجب الاستماع إليه بأن علاقة مهمة في خطر ، وأنك تحتاج إلى القيام بشيء حيال ذلك لإنقاذها.أما في بعض العلاقات التي تكون فيها مشاعر الغيرة معتدلة وعرضية ، بمثابة تذكير للأزواج بعدم أخذ بعضهم البعض كأمر مسلم به ، شئ موجود مامر طبيعي ، إنها تُقوِّي الأواصر ، إنها تحثهم في أحيان كثيرة على تقدير بعضهم البعض ، وبذل جهد واعٍ للتأكد من أن شريكهم يشعر بذلك.